يعد الامل من اهم النعم التي اسبغها الله سبحانه على البشرية، فيمنحهم به الأمان والطمأنينة والشجاعة في مواجهة التحديات والصعوبات. فهنالك الكثير ممن يقدم على الانتحار جراء حرمانهم هذه النعمة العظيمة وبالعكس أيضا هناك الكثير ممن ينتزع النجاح ويتغلب على الصعوبات الجمة نتيجة ايمانه في النجاح والتوكل على الله. فليس منطقياً ان يغرز المزارع النواة في بطن الأرض الجرداء دون ان يكون له امل في حصاد نباتات مثمرة. وكذلك ليس معقولاً للتاجر ان يضرب في الأرض و يستثمر أمواله في مشروع دون ان يأمل في الربح المنشود. وكذلك ليس سليماً ان يبقى المواطن المريض يتجرع الغصص ويتحمل الاّلام سنيين متعاقبة دون ان يتطلع الى العلاج والعافية. اذن، الامل هو النور الذي يشرق في اّخر النفق المظلم و هو ببساطة …. الحياة بذاتها!
و من هنا انطلقت مسيرةُ أملِ مستشفى الامام الحجة (عج) الخيري، من مساحة جرداء وبإمكانيات مالية هزيلة، ولكن كانت مقرونة بحلم كبير وإرادة قوية وهمم عالية مشفوعة بسواعد امينة لتغرز بذرة الحياة في هذه الأرض المقدسة.
كان حلم انشاء المستشفى يراود سماحة السيد المؤسس منذ ان حطت قدماه ارض البلاد عام 2003 بعد 32 عاما من النفي والتشريد. وقد انتابتهُ سكتةٌ قلبيةٌ اضطرتهُ الى الخضوع لعملية القلب المفتوح في خارج الوطن. وقد عاهد الله سبحانه اثرها أن اذا قسم الله له حياة جديدة، ان لا يدخر جهدا إلا وظّفه في تأسيس مستشفى خيري تقدم فيه الخدمات الطبية بأسعار بسيطة وبجودة عالية تتماشى مع كرامة الانسان و قداسته.
و بعد ان تكللت العملية الجراحية بنجاح واستعاد سماحته صحته، عاد ليمارس مهامه ونشاطاته الدينية والإنسانية في كربلاء المقدسة فبدأ بالتخطيط لبناء صرح طبي متكامل يلبي احتياجات المجتمع الصحية في مجال امراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة الى الأقسام الحيوية الأخرى، كجراحة الكسور والعظام وطب العيون والتوليد والامراض النسائية وغيرها من الأقسام الحيوية.
و قد طالت السنون لتصميم وانشاء وتشييد وتأثيث هذا الصرح. فكل زاوية من زوايا هذا البناء وكل شبر منه تكمن فيه قصة ولوعة وشجون وتضحيات. فهناك من بذل سواعده القوية واخر من بذل صوته وصيته ومكانته من اجل تشييد هذا المكان واخر من اعار فكره وحصافة رأيه وأخيرا وليس اخرا هناك من جاد بماله بسخاء وطمأنينة لإقامة هذا المشروع وكل أولئك يجمعهم التوكل على الله والثقة به جل وعلا والامل الكبير في انجاز هذا الصرح المبارك.
1- فتوسط القلب الأزرق والأحمر الشعار ليرمز الى خدمات امراض القلب والشرايين الحيوية.
2- وارتسمت يد العون والخير لترمز الى الهدف الأول الذي ينشده المشروع وهو العمل الخيري الإنساني، غير الربحي.
3- واعتلت الشعار قبة ذهبية نوراء لترمز الى ارض الفداء والتضحية، ارض الحسين (ع) والى جانبها منارة شامخة تشير الى شموخ هذه الخدمة العظيمة ومكانتها عند الله وفي النفوس.
وبدأ مشروع الحياة يؤتي ثماره في السادس والعشرين من شعبان المعظم عام 1439، والمصادف الثالث والعشرون من شهر مايو لعام 2017.
مع افتتاح المرحلة الأولى لهذا المشروع المبارك تنطلق مسيرة الامل وتتجدد كل يوم مع شفاء كل مريض ومريضة وابتسامة ترتسم على وجنةِ كل مكروب ومهموم ذاق مرارة الحياة وقسوتها.
جميع الحقوق محفوظة لمستشفى الامام الحجة (عج) الخيري © 2023