في واحدة من العمليات الجراحية الدقيقة التي تعكس تقدّم الطب الحديث، نجح الفريق الطبي في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري في استئصال جزئي للكلية اليمنى لسيدة خمسينية من محافظة الناصرية، مستخدمًا تقنية تنظير البطن المتطورة، وذلك من دون الحاجة إلى إجراء أي فتح جراحي تقليدي.
العملية التي قادها أخصائي المسالك البولية الدكتور رياض رشيد، وُصفت بأنها “قفزة نوعية في جراحة الأورام البولية”، أُجريت بدقة متناهية، بعد أن كشفت الفحوصات المتقدمة وجود ورم سرطاني في الكلية.
وعلّق الدكتور رياض قائلاً:
“المريضة كانت تعاني من أعراض مبهمة، لكن التحاليل الدقيقة والتصوير الطبقي كشفت المستور… ورم سرطاني كامن كاد أن يُهدّد حياتها.”
وأضاف:
“قررنا اللجوء إلى الجراحة التنظيرية حفاظًا على الجزء السليم من الكلية، ولتقليل المضاعفات المحتملة، مع ضمان دقة الاستئصال.”
العملية استغرقت وقتًا قياسيًا، وتم خلالها استئصال الورم بالكامل دون أي مضاعفات تُذكر. وبعد أيام معدودة، غادرت المريضة المستشفى وهي بصحة جيدة ومعنويات مرتفعة، حاملةً بداخلها أملًا جديدًا وحياة بلا ألم.
هذا الإنجاز الجراحي لا يُعدّ مجرد تدخل طبي ناجح، بل يمثل تحولًا في كيفية التعامل مع أورام الكلى، حيث أن تقنية التنظير قلّصت بشكل لافت من زمن الشفاء، واختصرت الألم إلى حدّه الأدنى، ومنحت المريضة فرصة التعافي دون ندوب.
واختتم الدكتور رياض حديثه بالقول:
“نحن نؤمن بأن الجراحة لا يجب أن تكون معاناة… بل علاجًا رحيمًا، دقيقًا، وفعّالًا، وهذا ما نسعى لتحقيقه في كل عملية.”