في لحظة مصيرية، وقف الطبّ الإنساني في مستشفى الإمام الحجة (عج) بكربلاء موقف البطولة حين نجح الفريق الجراحي بقيادة الدكتور إحسان العامري في إنقاذ حياة طفل لم يتجاوز السابعة من العمر، بعد تعرضه لإصابة مروعة بآلة جارحة مزقت شريانه الإبطي الأيسر وتسببت بقطع في الشريان الزندي وأضرار خطيرة طالت الأعصاب والعضلات والأوتار.
الطفل الذي وصل إلى المستشفى في حالة صحية حرجة بعدما تلقى في مركز طبي آخر خياطة سطحية لم توقف النزف، كان يواجه خطر بتر ذراعه، إذ تطوّر النزف إلى فقر دم حاد وشلل تام في اليد اليسرى.
في صالة العمليات، انطلقت معركة دقيقة بين الحياة والخطر. استغرقت العملية ساعتين من التركيز العالي والتنسيق المحترف، بإشراف أخصائي جراحة الصدر والأوعية الدموية الدكتور إحسان العامري وبمساندة طبيب التخدير الدكتور زيد الموسوي، حيث أُعيدت الدورة الدموية إلى مسارها الطبيعي وتمت السيطرة الكاملة على النزف، إلى جانب إصلاح شامل لما تضرر من أنسجة حيوية.
الدكتور العامري أوضح قائلاً:
“كانت العملية شديدة التعقيد، إذ استدعت تدخلًا دقيقًا لإنقاذ الطرف المصاب من البتر، خاصة في ظل إصابات شاملة للشرايين والبُنى العصبية والعضلية. الحمد لله، نجحنا في تجاوز المرحلة الحرجة، والطفل الآن في حالة مستقرة ويُظهر تحسنًا ملحوظًا في حركة يده.”
ما تحقق في هذه الحالة لا يُعد إنقاذًا لذراع فقط، بل استعادة لحياة طفل ومستقبل عائلة، وترجمة حقيقية لرسالة مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري في تقديم الرعاية الصحية بكفاءة إنسانية عالية، لأبناء كربلاء وكل من يلجأ إليها في ساعة الحاجة.
