علي فاضل زيدان – ماجستير تخدير وعناية مركزة
لوحظ في الآونة الاخيرة زيادة في استخدام الوشم (التاتو)، وهذه الزيادة ليست في العراق وحده بل في العالم ككل، فمثلا في امريكا فقط هناك اكثر من 45 مليون شخص لديهم وشم نصفهم من النساء.
نسبة كبيرة من النساء تستخدم الوشم في الظهر خصوصا في المنطقة القطنية والمنطقة العجزية من العمود الفقري وهي نفس المنطقة التي نحتاجها في التخدير النصفي او التخدير الابيديورال المستخدم للولادة بدون ألم.
ان استخدام التخدير النصفي الذي يتم عن طريق ادخال ابرة التخدير في المنطقة القطنية من العمود الفقري الى داخل السائل الشوكي ومن ثم حقن مادة التخدير داخل المنطقة الموجود فيها السائل الشوكي او في المنطقة قبل اغشية السحايا في حالة الابيديورال ويصادف وجود الوشم في نفس المكان حث على تساؤل ما مدى خطورة احتمال دخول هذه الاصباغ المستخدمة في الوشم الى داخل السائل الشوكي؟ وهل يجب على طبيب التخدير الابتعاد عن مكان الوشم؟ او هل هناك تدابير خاصة لمثل هذه الحالة؟
في استطلاع اجري في بريطانيا كان هناك 65% من اطباء التخدير يجرون التخدير النصفي في مكان الوشم اما البقية يتجنبون استخدامه في التخدير النصفي.
ان الاصباغ المستخدمه في الوشم هي عادة تحتوي على مواد سامه او مسرطنة مثل 2-ethyl-5-nitroaniline 2,5-dichloraniline and 4-nitro-toluene.
ان استخدام ابرة التخدير وأثناء دخولها في الانسجة قد تحمل في نهايتها جزء من النسيج وقد يكون هذا النسيج يحمل هذه الصبغة المستخدمة في الوشم، وعند حقن مادة التخدير قد تندفع هذه الصبغة الى الداخل اكثر.
ان خطورة حقن مادة خارجية تحتوي على اصباغ عضوية الى داخل اغشية السحايا او قبل الاغشية قد يسبب مشاكل سريرية مثل التهاب اغشية السحايا، وعلى الرغم من ذلك لم تسجل حالات التهاب السحايا لمثل هؤلاء المرضى وقد يكون عدم تسجيل الحالات بسب قلة استخدام الوشم في منطقة الظهر في العقود السابقة وكذلك بعض المشاكل لا تظهر في نفس الوقت، كما انه لم يكن هناك ربط بين المشاكل والوشم.
لذلك من باب الامان في استخدام ابرة الظهر في التخدير النصفي على المخدر قدر المستطاع ايجاد مكان فارغ في داخل الوشم والدخول من خلاله او استخدام مكان مختلف عن مكان وجود الوشم مثلا مكان اعلى او الدخول الجانبي او حفر الجلد والتخلص من الوشم في مكان الوشم.
وفي الختام يجب توضيح المخاطر والمشاكل التي قد تحدث للمريض الذي لديه وشم في مكان الحقن.
