ما هو الكزاز؟
الكزاز (Tetanus) مرض بكتيري حاد وخطير يُصيب الجهاز العصبي، ويحدث نتيجة سمٍ عصبي تفرزه بكتيريا تُدعى Clostridium tetani، والتي تعيش في التربة والغبار وروث الحيوانات، وتدخل الجسم عبر الجروح الملوّثة أو العميقة.
تنبيه شائع: الزجاج لا يسبب الكزاز!
يخلط البعض بين الكزاز و”الكزيز” (الزجاج باللهجة العراقية).
الحقيقة أن الزجاج لا يسبب الكزاز بذاته، لكنه قد يكون وسيلة لحدوث الجرح فقط.
البكتيريا المسببة للكزاز لا توجد في الزجاج، بل في التربة الملوّثة، لذا فإن:
– تنظيف الجروح
– والتطعيم المنتظم
هما خط الدفاع الأول!
كيف تحدث الإصابة بالكزاز؟
- جروح عميقة ملوثة (مثل الطعن بمسمار صدئ)
- الحروق أو الجروح غير المعقّمة
- العمليات أو الولادة بأدوات ملوثة (خاصة في المناطق النائية)
- جروح بسيطة أُهملت ولم تُنظف جيدًا
ما الذي يفعله السم؟
تُفرز البكتيريا سمًّا عصبيًّا قويًّا (Tetanospasmin)، ينتقل إلى الدماغ والحبل الشوكي ويؤثر على الأعصاب التي تتحكم في العضلات، مسببًا تشنجات شديدة ومؤلمة.
الأعراض التي يجب الانتباه لها:
- تشنج الفك أو “الفك المُقفل” (أول وأشهر الأعراض)
- آلام عضلية شديدة قد تدفع المريض للبكاء
- صعوبة في البلع والتنفس
- تيبّس الرقبة والظهر والبطن
- تشنجات قد تتحفز بالضوء أو الصوت أو حتى اللمس
- المريض يبقى واعيًا تمامًا رغم الألم!
- في الحالات الشديدة: شلل في عضلات التنفس أو توقف القلب
أنواع الكزاز:
- الكزاز العام: الشكل الأكثر شيوعاً ويصيب كامل الجسم
- الكزاز الموضعي: تشنجات في مكان الجرح فقط
- الكزاز الوليدي: يصيب الأطفال حديثي الولادة عند الولادة بأدوات ملوثة
من هم الأكثر عرضة للكزاز؟
- من لم يتلقوا لقاح الكزاز أو فاتهم جدول التطعيم
- كبار السن الذين مرّ أكثر من 10 سنوات على آخر جرعة
- العاملون في الزراعة أو البيئات الملوثة
- حديثو الولادة في المناطق التي تفتقر للرعاية الصحية الجيدة
- المصابون بجروح ولم يتلقوا رعاية فورية أو لقاحًا داعمًا
التشخيص:
يعتمد بشكل أساسي على الأعراض السريرية والتاريخ الطبي، إذ لا توجد تحاليل مخبرية دقيقة للكشف عن المرض.
العلاج:
الكزاز حالة طبية طارئة تتطلب:
- مضاد سم الكزاز (Tetanus Immunoglobulin)
- مضادات حيوية (مثل الميترونيدازول)
- تنظيف شامل للجرح
- أدوية مهدئة للتشنجات
- دعم تنفسي (أحيانًا تنفس صناعي)
- إعطاء اللقاح من جديد
الوقاية هي الحل!
- لقاح الكزاز ضمن سلسلة لقاحات الطفولة
- جرعة تعزيزية كل 10 سنوات
- جرعة إضافية عند حدوث جرح إذا مرّ أكثر من 5 سنوات
- تنظيف أي جرح فورًا بالماء والصابون
قصة واقعية تلخّص الخطر:
أصيب شاب (٢٤ سنة) بجرح بسيط في قدمه أثناء عمله في الحقل، لم يهتم به لأنه “مجرد خدش”. بعد أسبوع بدأ يشعر بتصلب في فكه وتشنجات في عضلاته… إنها بداية الكزاز.
ولو كان مطعّماً ، ولو راجع المستشفى في البداية وعولج بشكل صحيح لنجا بسهولة …. ولكن الإهمال تسبب إلى نهاية مأساوية مؤلمة .
خاتمة:
- الكزاز مرض قاتل لكنه قابل للوقاية بنسبة 100%!
- لا تستهين بأي جرح، ولا تؤجّل التطعيم.
- تذكّر: “الوقاية ليست خيارًا… إنها ضرورة.”
تمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع
د. مهدي عبد الصاحب