مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية

Share on twitter
Share on facebook

د. مهدي عبد الصاحب – المدير الطبي لمستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري

هذا العنوان كان موضوع أحتفالية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو/ باريس لهذا العام (2022) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 كانون الاول من كل عام.
تُعد اللغة العربية من إحدى اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يتحدث بها ما يزيد على 400 – 500 مليون نسمة من سكان الكرة الأرضية، موزعين في البلاد العربية – من المحيط الى الخليج – وبعض المناطق المجاورة لها كتركيا وايران وتشاد ومالي والسنغال. واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة في الدين الإسلامي إلا بإتقان بعض كلماتها.


اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي قرارا بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة. وفعلياً احتفلت اليونسكو للمرة الأولى باليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2012، وكرَّست هذا التاريخ السنوي لإبراز إرث اللغة العربية ومساهمتها العظيمة في الحضارة الإنسانية، والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.


وفي اللغة العربية ابداعات بمختلف أشكالها وأساليبها الفصيحة منها والعامية، الشفهية منها والمكتوبة، وفيها صور جمالية كالخطوط المختلفة وتزخر بالفنون الشعرية والنثرية والبلاغية الرائعة التي تأسر القلوب.
وسادت اللغة العربية لقرون طويلة بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.


وفضلا عن ذلك، مثلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.


وما قيل في اللغة العربية:

” وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ” (أبو الطيب المتنبي)
××××××××
“إن الذي ملأ اللغات محاسناً جعل الجمالُ وسرّهِ في الضاد ” (أحمد شـــوقي)
××××××××
” لغة القرآن يا شمس الهدى صانك الرحمن من كيد العدا” (حمد بن خليفة بو شهاب)
××××××××
” لغة الضاد و ما أجملها سأغنيها إلى أن أندثرْ” (صباح الحكيم )
××××××××
“لغتي و أفخر إذ بُليتُ بِحبها فهي الجمالُ و فصلُها التبيان
عربية، لا شك أن بيانها متبسم في ثغرِه القرآن”
××××××××
“وإذا تفاخرت الشعوب بما أتى بلغاتها ، وبمنطق الأفواهِ
فلنا الذي لايبلغون جماله لغةٌ بها يُتلى كلامُ اللهِ”

المقالات الجديدة