ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الحالات المؤسفة الناتجة عن التعرض لعضة كلب، والتي انتهى بعضها بالوفاة بسبب الإصابة بداء الكلب، رغم الاعتقاد بتلقي المصاب للقاحات. هذه الحوادث المؤلمة تسلط الضوء على ضرورة الوعي الصحيح بهذا المرض الخطير وطرق الوقاية الفعالة منه.
📌 ما هو داء الكلب؟
داء الكلب مرض فيروسي خطير يصيب الجهاز العصبي المركزي، وينتقل إلى الإنسان غالباً عن طريق عضة أو خدش من حيوان مصاب، خصوصاً الكلاب.
ويُعد من أخطر الأمراض المعروفة طبياً، إذ أن نسبة الوفاة تقترب من 100% بعد ظهور الأعراض العصبية، بينما تكون الوقاية ناجحة بشكل شبه كامل إذا أُعطيت في الوقت والطريقة الصحيحين قبل ظهور الأعراض.
📌 لماذا تُعد عضة الكلب حالة طبية طارئة؟
لأن الفيروس قد يبدأ بالانتقال من موضع العضة إلى الأعصاب ثم إلى الدماغ خلال فترة تختلف من شخص لآخر، وقد تكون قصيرة جداً في حالات العضات العميقة أو القريبة من الرأس والرقبة واليدين.
📌 الإسعاف الأولي فور التعرض للعضة
الإجراءات الأولى تلعب دوراً حاسماً في تقليل خطر الإصابة:
* غسل الجرح جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة.
* استخدام مطهر مناسب مثل اليود أو الكحول بعد الغسل.
* عدم خياطة الجرح مباشرة، ويمكن فقط تقريب أطرافه إذا كان واسعاً، وتأجيل الخياطة النهائية عدة أيام حسب تقييم الطبيب.
📌 العلاج الوقائي في المركز الصحي
يتكون العلاج الوقائي بعد التعرض من عنصرين أساسيين يجب إعطاؤهما في أسرع وقت ممكن:
📌 أولاً: مصل داء الكلب (RIG)
* تُحسب الجرعة حسب وزن الجسم: 20 وحدة دولية لكل كيلوغرام.
* يُحقن المصل داخل وحول الجرح مباشرة، وليس حقناً سطحياً.
* ما يتبقى من الجرعة يُحقن في عضلة بعيدة عن مكان اللقاح.
* لا يجوز إعطاء جرعة موحدة لجميع المرضى دون حساب الوزن.
📌 ثانياً: لقاح داء الكلب
لمن لم يسبق له أخذ اللقاح:
* يُعطى على أربع جرعات في الأيام:
– اليوم 0 (يوم الإصابة)
– اليوم 3
– اليوم 7
– اليوم 14
* يُحقن اللقاح حصراً في العضلة الدالية (الكتف).
* يُمنع حقنه في العضلة الإليوية (المؤخرة) لما لذلك من تأثير سلبي على فعالية اللقاح.
📌 لماذا قد تفشل الوقاية أحياناً؟
قد تفشل الوقاية في الحالات التالية:
* التأخر في غسل الجرح أو بدء العلاج.
* عدم حقن المصل داخل وحول الجرح بالشكل الصحيح.
* إعطاء جرعة غير كافية من المصل.
* عدم الالتزام بإكمال جميع جرعات اللقاح.
* كون العضة شديدة أو في مناطق عالية الخطورة مثل الوجه والرقبة واليدين.
📌 رسالة مهمة للكوادر الصحية والمجتمع
داء الكلب ليس مرضاً عادياً، وأي عضة كلب يجب التعامل معها كحالة طبية طارئة لا تقبل التأجيل أو التهاون.
الالتزام الدقيق بالبروتوكولات العلمية المعتمدة هو الفارق بين الحياة والموت.
📌 الخلاصة
* داء الكلب مرض قاتل بعد ظهور الأعراض.
* الوقاية المبكرة فعّالة وتنقذ الحياة.
* غسل الجرح والعلاج الصحيح لا يقلان أهمية عن اللقاح نفسه.
الوعي هو خط الدفاع الأول… والتصرف السريع ينقذ الأرواح.
تمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع
مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري / إدارة التوعية الصحية
٢٢ / ١٢ / ٢٠٢٥