ما هو تقوّس الساقين عند الأطفال ؟
تقوّس الساقين (Bowing Legs)، أو ما يُعرف طبيًا بـ (Genu Varum)، هو حالة يظهر فيها انحناء الساقين إلى الخارج عندما يقف الطفل وركبتاه متباعدتان بينما تلامس القدمين بعضهما البعض. يُعد هذا التقوّس شائعاً نسبياً عند الأطفال الصغار، خاصة في مرحلة ما قبل المشي أو بدايته.
هل هو طبيعي في سنّ مبكرة؟
نعم، في معظم الحالات يكون تقوّس الساقين عند الرضع والأطفال دون سنّ الثلاث سنوات أمراً طبيعياً ناتجاً عن الوضعية داخل الرحم. ومع نمو الطفل، تبدأ الساقان في الاستقامة تدريجياً، وغالباً ما تختفي هذه الحالة تمامًا بعمر 2 إلى 3 سنوات.
متى يصبح القوس غير طبيعي ويتطلب تدخلاً؟
يُنصح بمراجعة الطبيب تم ملاحظة :
* استمرار التقوّس بعد عمر 3 سنوات
* تفاقم الانحناء بدلاً من تحسنه
* عدم تماثل بين الساقين (إحدى الساقين أكثر تقوّساً)
* ألم في الساقين أو صعوبة في المشي
* وجود مشاكل في النمو أو التاريخ العائلي لأمراض العظام
الأسباب المحتملة لتقوّس الساقين غير الطبيعي:
1. نقص فيتامين D (الكساح – Rickets): يؤدي إلى ضعف العظام وانحنائها.
2. مرض بلونت (Blount’s Disease): اضطراب في نمو عظمة الساق.
3. مشاكل وراثية أو أمراض العظام النادرة.
4. كسور غير معالجة بشكل صحيح في مرحلة الطفولة المبكرة.
كيف يتم التشخيص؟
يقوم الطبيب بالفحص السريري ويأخذ تاريخ الحالة، وقد يطلب فحوصات إضافية مثل:
* الأشعة السينية للساقين
* تحاليل دم لقياس مستويات الكالسيوم وفيتامين D
كيف يتم العلاج؟
يعتمد العلاج على سبب التقوّس وشدة الحالة، ويشمل:
* المراقبة والمتابعة الدورية في الحالات الطبيعية
* مكملات فيتامين D والكالسيوم في حالات نقص التغذية
* استخدام الجبائر أو الأحذية الطبية في بعض الحالات
* الجراحة التصحيحية للحالات الشديدة أو مرض بلونت المتقدّم
هل يمكن الوقاية من تقوّس الساقين؟
في الحالات الطبيعية لا يمكن ولا يلزم الوقاية. لكن يمكن الوقاية من الكساح عبر:
* التعرض الكافي لأشعة الشمس
* الغذاء المتوازن الغني بفيتامين D والكالسيوم
* الالتزام بالمكملات الغذائية عند الحاجة، خاصة في المناطق ذات معدلات كساح مرتفعة
خلاصة:
تقوّس الساقين للخارج عند الأطفال شائع وطبيعي غالباً خلال السنوات الأولى من العمر. لكن استمرار الحالة أو تزايدها يتطلب استشارة طبية لتحديد السبب والعلاج المناسب. التقييم المبكر والتدخل في الوقت المناسب يضمنان نمواً سليماً وصحة جيدة لعظام الطفل.
تمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع
د. مهدي عبد الصاحب