الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية (World Antibiotic Awareness Week)

يُعد الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية مناسبة سنوية عالمية تُقام في شهر تشرين الثاني / نوفمبر، بهدف رفع مستوى الوعي حول خطر مقاومة المضادات الحيوية، وتعزيز الممارسات السليمة في استخدامها بين عامة الناس والعاملين في القطاع الصحي على حد سواء.

تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود الدولية لمواجهة واحدة من أخطر التحديات الصحية في عصرنا الحالي، حيث تهدد مقاومة المضادات الحيوية قدرة الطب على علاج الأمراض المعدية الشائعة، مما يعرّض صحة الأفراد والمجتمعات للخطر.

📌 رؤية إسلامية للرعاية الصحية

يؤكد الإسلام على قيمة الحفاظ على الصحة والعناية بالجسد، قال تعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” (البقرة: 195). كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): “العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان”، مما يبرز أهمية الوعي الصحي وضرورة التثقيف في مجال العلاج والوقاية.

📌 ما هي المضادات الحيوية؟

هي أدوية تُستخدم حصرياً لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا، وليس لها أي فعالية ضد الالتهابات الفيروسية مثل الزكام أو الإنفلونزا. تعمل هذه المضادات إما على:

  • قتل البكتيريا (Bactericidal).
  • وقف نموها وتكاثرها (Bacteriostatic).

📌 أقسام المضادات الحيوية:

  1. مضادات واسعة الطيف: تُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية عندما يكون نوع البكتيريا غير معروف.
  2. مضادات ضيقة الطيف: تستهدف أنواعاً محددة من البكتيريا، وتُستخدم عندما يتم تحديد البكتيريا المسببة للعدوى بدقة.

📌 لماذا لا تفيد المضادات الحيوية في علاج الفيروسات؟

يختلف تركيب وآلية تكاثر الفيروسات تماماً عن البكتيريا. تستهدف المضادات الحيوية هياكل ووظائف محددة داخل الخلية البكتيرية لتعطيلها. بينما تعيش الفيروسات وتتضاعف داخل خلايا الجسم نفسه، ولا تملك الهياكل التي تهاجمها المضادات الحيوية.
لذلك استخدامها عند الإصابة بعدوى فيروسية لا يفيد، بل:

  • يعرضك للآثار الجانبية دون فائدة.
  • يزيد من خطر مقاومة المضادات الحيوية.

📌 المضادات الحيوية: خطر داهم

تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تطور البكتيريا قدرة على تحييد مفعول الدواء أو مقاومته، فتبقى حية وتستمر في التكاثر حتى مع تناول الدواء.

📌 أسباب نشوء المقاومة:

  1. الإفراط في الاستخدام: وصف المضادات الحيوية دون حاجة فعلية، أو لعلاج أمراض فيروسية.
  2. عدم إكمال الجرعة: التوقف عن تناول الدواء بمجرد الشعور بالتحسن، مما يسمح للبكتيريا الأقوى بالبقاء والتكاثر.
  3. الاستخدام غير المناسب: استخدام مضادات لا تناسب نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

📌 عواقب المقاومة:

  • إطالة مدة المرض وزيادة شدته.
  • زيادة فترة البقاء في المستشفى والتكاليف العلاجية.
  • فشل العلاجات التقليدية وضرورة اللجوء إلى أدوية أكثر تعقيداً وسعراً.
  • ارتفاع خطر انتشار العدوى المقاومة في المجتمع.

وفي هذا السياق، تذكرنا التوجيهات الإسلامية بمسؤولية الإنسان عن صحته، كما ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): “من تطبّب ولم يُعلم منه طبّ فهو ضامن”، مؤكداً على ضرورة العلم والدقة في التعامل مع الأمور الصحية.

📌 دليلك لاستخدام مسؤول للمضادات الحيوية

  1. استشر الطبيب دوماً: لا تطلب المضاد الحيوي بنفسك. التشخيص الطبي الدقيق هو الأساس.
  2. التزم بالجرعة والمدة: لا تقلل الجرعة أو تتوقف عن تناول الدواء حتى لو تحسنت حالتك.
  3. لا تشارك الدواء: لا تعطِ مضادك الحيوي لشخص آخر، حتى لو كانت أعراضه متشابهة، فالمرض قد يختلف.
  4. احذر التداوي الذاتي: لا تستخدم ما تبقى من مضادات حيوية من وصفات سابقة.

📌 الآثار الجانبية الشائعة

  • اضطرابات في الجهاز الهضمي (غثيان، إسهال، ألم في البطن).
  • حساسية جلدية أو طفح.
  • القضاء على البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى التهابات فطرية أو إسهال شديد.

📌 كيف نساهم في الحد من مقاومة المضادات؟

  1. نشر الوعي: فهم خطورة الاستخدام غير الرشيد وأثره على المجتمع.
  2. الوقاية: الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام لتجنب العدوى من الأساس.
  3. الالتزام بالبروتوكولات الطبية: دعم جهود العاملين في القطاع الصحي في وصف المضادات بشكل مسؤول.
  4. التحصين: أخذ اللقاحات الموصى بها للوقاية من الأمراض.

📌 نصائح غذائية أثناء العلاج

  • استشر الطبيب أو الصيدلي: حول التفاعلات بين الطعام والدواء، فبعض المضادات (مثل التتراسيكلين) تتأثر بالحليب ومنتجاته.
  • أطعمة مفيدة: تناول الأطعمة الغينة بالبروبيوتيك (كالزبادي) بعد ساعات من الجرعة للمساعدة في إعادة توازن البكتيريا النافعة.
  • اشرب الماء: الإكثار من شرب الماء يساعد في امتصاص الدواء وتقليل بعض الآثار الجانبية.

  • 📌 رسالة مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري

انطلاقاً من تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) في تقدير الإنسان والحفاظ على صحته، تلتزم مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري برسالة تقوم على الرعاية الرحيمة، والطب المسؤول، والوعي الصحي المستدام.
ونستلهم في مسيرتنا قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): “الله الله في نظم أمركم”، مؤمنين بأن التنظيم والدقة والأمانة العلمية هي أسس الرعاية الصحية الفعّالة.

وتسعى المستشفى من خلال برامجها إلى:

  • نشر الثقافة الصحية المبنيّة على الأدلة العلمية والقيم الأخلاقية.
  • تقديم خدمات طبية متميزة وميسّرة للفئات المحتاجة.
  • تعزيز ثقافة الوقاية كخط دفاع أول لحماية المجتمع.
  • دعم الحملات والبرامج العالمية الهادفة إلى التصدي للتحديات الصحية، ومنها الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية.

فلنعمل معاً من أجل صحة أفضل ومجتمع أكثر أمناً.

تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية

مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري / إدارة التوعية الصحية
١٨ / ١١ / ٢٠٢٥

المقالات الجديدة