“كانت تعاني من أوجاع في الصدر لا تُطاق، ونحول عام استمر لأكثر من أسبوعين، وما وجدناه كان أشبه بقنبلة موقوتة في قلبها”
بهذه الكلمات وصف الدكتور حسين الشعبي، أخصائي أمراض القلب والقسطرة، اللحظات الأولى لاستقبال مريضة في الستين من عمرها في العيادة الاستشارية بمستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري.
وأضاف:
“رغم الفحوصات الدقيقة وتخطيط القلب وفحص الإيكو، بقيت الأسباب غامضة، فتشاورنا مع أهل المريضة، واتخذنا القرار الجريء: القسطرة التشخيصية.”
وتابع الدكتور الشعبي قائلاً:
“ما كشفته القسطرة فاجأنا جميعًا، انسداد كلي ومزمن في الشريان التاجي الأيسر النازل الأمامي (LAD) وكان القلب يعتمد على تروية بديلة من الشريان التاجي الأيمن (RCA) – حالة نادرة ومعقدة.”
“جربنا كل الأساليب التقليدية والأسلاك الاعتيادية لكن الشريان رفض أن يستسلم. حينها قررنا الانتقال إلى خطة جراحية متقدمة: استخدام أسلاك فائقة التخصص، لا يتقن التعامل معها إلا فريق متمرس – لأنها قد تُحدث تمزقًا قاتلًا في جدار الشريان إذا أُسيء استخدامها.”
ويؤكد:
“بفضل الله، تمكنا من اختراق التضيّق المعقد، وزرعنا شبكتين دوائيتين (Drug-Eluting Stents)، ووسعنا الشريان باستخدام البالون. الدم عاد يتدفق… والقلب تنفّس مجددًا.”
“راقبناها في وحدة العناية القلبية المركزة لمدة 24 ساعة، وفي اليوم التالي غادرت المستشفى على قدميها وبوجه تملؤه الحياة.”
وختم الدكتور حسين الشعبي حديثه قائلاً:
“ما جرى ليس مجرد نجاح طبي، بل إثبات لقدرة مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري على مواجهة أخطر حالات القلب بأعلى مستوى من التقنية والخبرة… نحن لا نعالج فقط، بل نعيد النبض.”
