د. مهدي عبد الصاحب – اخصائي جراحة العظام والكسور
لماذا قدم مريض السكري أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة ؟
طبيعة وظيفة القدم تجعلها معرضة للإصابات حتى في الانسان الطبيعي بسبب تعاملها المباشر مع صلابة وتعرجات الأرض وتحمل ضغوط وزن الجسم فضلاً عن الأحذية الأكثر قسوة وصلابة مقارنةً بالملابس. كما ان القدم أقل أجزاء الجسم حصولا على العناية والنظافة مقارنةً مثلا باليدين. وهناك أسباب اخرى تجعل قدم مريض السكري أكثر استعدادا للمشاكل الصحية وأهمها:
1- مريض السكري معرض أكثر للإصابات الخارجية بسبب فقدان الاحساس والتشققات بالقدمين اضافةً الى التغيرات والتشوهات في شكل القدم والأصابع بسبب تأثير السكر.
2- مريض السكري معرض أكثر لحدوث المضاعفات وذلك لتأخر اكتشاف الإصابات بسبب فقدان شعور المريض بحدوث الإصابات ذات الطابع المتكرر كالاحتكاك بأجزاء صلبة في حذاء جديد أو الاحتكاك بالأرض عند نقاط معينة أثناء الصلاة أو الجلوس في أوضاع خاصة. كما ان تضيق وانسداد الشرايين التي توصل الدم للقدمين تضعف من قدرتها على مواجهة الإصابات والعدوى الميكروبية. هذا فضلاً عن ضعف المناعة ومضاعفات السكر في اجهزة الجسم الأخرى كالقلب والكلى تؤثر أيضا على القدم على مواجهة الإصابات.
مخاطر الإصابة بالقدم السكري
القدم السكري مرض يبدأ تدريجياً وببطء وبشكل صامت غير محسوس ولكن المضاعفات والتدهور تحدث بسرعة جدا بحيث تؤدي إلى تلف أجزاء من القدم في أيام قليلة. والفشل في علاج كثير من الحالات قد يؤدي إلى خسائر كبيرة أقلها هو عدم عودة القدم لممارسة وظيفتها بنفس الكفاءة (مثل التشوهات او عدم القدرة على المشي لمسافات طويلة) واخطرها هو وفاة المريض . وبين هاتين الدرجتين هناك مخاطر اخرى نتيجة العمليات الجراحية البسيطة او فقدان الأصابع أو أجزاء من القدم أو القدم كلها أو حتى معظم الطرف السفلي (حسب مستوى البتر).
اسباب فشل العلاج في بعض المرضى
أسباب تتعلق بالمريض أو بالطبيب وأخرى تتعلق بالمرض نفسه والظروف الاجتماعية والاقتصادية
1- المريض: عدم إدراكه لخطورة المرض وتهاونه في العلاج.
2- الطبيب: عدم امتلاكه الخلفية العلمية المناسبة وخطط العلاج القياسي الفعال.
3- المرض: بسبب قلة أعراض المرض في بدايته يؤدي الى تأخر اكتشافه.
4- دور وزارة الصحة من خلال توفير الحد الأدنى المقبول من العلاج المناسب وتوفير المراكز الخاصة لمرضى السكري الذين يستغرق علاجهم شهورا وكذلك تشجيع الأبحاث العلمية وتدريب الأطباء على وسائل التشخيص المبكر وأحدث طرق العلاج في مراكز طبية متطورة.
5- الظروف الاجتماعية والاقتصادية حيث أن أغلب المرضى هم من الفئات ذوي الدخل المتوسط والفقيرة ممن لا يمكنهم مواجهة مصاريف العلاج لفترات طويلة وبالتالي توقف العلاج والتدهور السريع والقبول بالحلول الحاسمة ومنها البتر.
درجات الخطورة:
المستوى الأول: بعض الأعراض بدون علامات عضوية كفقدان الاحساس أو التنمل في القدم.
المستوى الثاني: علامات لإصابات سطحية كالتقرح السطحي والذي يفترض فيها الشفاء مع العلاج الطبي المناسب.
المستوى الثالث : علامات تهدد بفقدان القدم وفرصة الشفاء ضعيفة كالعدوى العميقة و القصور الشديد في الشرايين.
المستوى الرابع: علامات لإصابات ساحقة وفرصة الانقاذ معدومة كالعدوى الشاملة والانهيار الوظيفي التام.
التشخيص
يجب على المصاب أو من يشك في نفسه عوارض وعلامات كالتي ذكرناها، أن يراجع الطبيب من أجل إجراء الفحوصات اللازمة. ومنها إجراء فحص نسبة سريان الدم وضيق الشرايين بواسطة جهاز الموجات الصوتية (فحص دوبلر) ، والذي يعطي معلومات تفصيلية ودقيقة للطبيب الجراح وطول الأضرار، ونسبتها، فقد تصل الى ( 70ــ 90%. ) وعلى اساسه يقرر الطبيب ما إذا كان المريض يحتاج لإجراء عملية في الشرايين أم لا. ولكن قبل كل شيء، ينبغي على المريض تنظيم نسبة السكر في الدم بالقدر الكافي، وأن يتوقف عن التدخين إن كان مدخناً، ويتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم إن كان يعاني من الضغط ولا يلجأ الطبيب إلى العمل الجراحي إلا كخيار لابد منه.
مع تمنياتنا للجميع بالصحة والسلامة الدائمة