7.4 مليار دينار و111 ألف خدمة مجانية: حصيلة عطاء مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري منذ افتتاحه

في مدينةٍ عُرفت بكرمها وسخائها، حيث تُعتبر الخدمة شرفًا لا منّة، يقف مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري في كربلاء شاهدًا حيًّا على معنى الإنسانية حين تتحول إلى فعل يومي وأثر ملموس في حياة الناس.

منذ عام 2017 وحتى اليوم، لم تكن أرقام هذا المستشفى مجرد بيانات احصائية، بل حكايات آلاف العوائل التي وجدت في هذا الصرح ملاذًا صحيًا واجتماعيًا في أحلك الظروف. فخلال هذه السنوات، قدم المستشفى 111,519 خدمة مجانية، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 7 مليارات و443 مليون دينار عراقي، خُصصت بالكامل لخدمة المواطنين، دون تمييز، ودون مقابل.

ففي قسم العيادات الاستشارية، استمرت المعاينات والاستشارات الطبية الأسبوعية المجانية في التخفيف عن المرضى أعباء الانتظار وكلفة العلاج، فيما واصل قسم الطوارئ تقديم معايناته المجانية اليومية.
وقد بلغ إجمالي عدد المعاينات المجانية في القسمين معًا 59,972 معاينة، بكلفة تجاوزت 671 مليون دينار عراقي، كانت في كثير من الأحيان فارقًا بين الألم والأمان، وبين الخوف والطمأنينة.

أما استمارات التخفيض، فقد شكلت طوق نجاة لآلاف المرضى من ذوي الدخل المحدود، إذ بلغ عددها 44,006 استمارات، بقيمة قاربت 2 مليار و724 مليون دينار، لتؤكد أن المرض لا يجب أن يكون عبئًا إضافيًا على الفقراء.

ولأن الصحة لا تنفصل عن لقمة العيش، كان للمستشفى حضوره الإنساني في بيوت العوائل المتعففة، عبر 4,730 سلة غذائية، بقيمة تجاوزت 110 ملايين دينار، وصلت إلى من يستحقها بصمتٍ كريم، يحفظ الكرامة قبل أن يسد الحاجة.

وفي خطوة تعكس فهمًا عميقًا لمعاناة الناس، أطلق المستشفى برنامج القروض الحسنة بلا فوائد، حيث استفاد منه 2,811 شخصًا، بإجمالي مبالغ بلغت نحو 3 مليارات و937 مليون دينار، كانت بمثابة دفعة أمل لعلاج متعثر، أو أزمة طارئة، دون أن تُثقل كاهل المستفيد بديونٍ قاسية.

إن ما قدمه مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري ليس مجرد خدمات طبية واجتماعية، بل رسالة إنسانية متكاملة، تؤمن بأن الإنسان أولًا، وأن التكافل ليس شعارًا بل ممارسة يومية. هذه الأرقام، بكل ضخامتها، لا تختصر قيمة العمل، لكنها تكشف حجم العطاء، واستمراريته، وصدقه.

وفي زمنٍ تتزايد فيه الأزمات، يبقى هذا المستشفى نموذجًا لما يمكن أن تصنعه النية الخالصة حين تقترن بالتنظيم، ولما يمكن أن تقدمه المؤسسات الخيرية حين تضع الإنسان في صدارة أولوياتها.

الاخبار الجديدة
الإشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments