في زمنٍ تتنقل فيه العوالم الميكروبية بلمسة، تبرز أقوى أسلحتنا بأبسط أشكالها. إنها تلك الحركة التي تتحول بلمسة الماء والصابون إلى درعٍ منيع يحمي الأفراد، يصون المجتمعات، ويبني جسوراً نحو عالمٍ أكثر صحةً وأمانًا.
رؤيتنا: أن يتحول غسل اليدين من فعل روتيني إلى عادة راسخة، وثقافة مجتمعية، ودرع وقائي يحمي البشرية على نطاق عالمي. وكما قال الإمام علي (ع): “الطهارة نصف الإيمان”، لتذكرنا بأن النظافة شقّ أصيل من الإيمان، يتجلى في طهارة الجسد كما طهارة الروح.
🌍 لماذا غسل اليدين؟ عودة إلى الجوهر:
إنه ليس مجرد نشاط نظافيّ عابر، بل هو:
- أحد أكثر التدخلات الصحية فعاليةً وإنقاذاً للأرواح.
- خط الدفاع الأول ضد أمراض تتراوح بين الإنفلونزا الموسمية والأوبئة العالمية.
- واجب إنساني ومسؤولية جماعية، فحماية الذكرى حماية للجميع.
الأمراض التي نطوي صفحتها بغسل اليدين:
- أمراض الجهاز التنفسي (مثل COVID-19 والإنفلونزا)
- أمراض الجهاز الهضمي (كالإسهال والتهاب الكبد A)
- أنواع العدوى الجلدية والبصرية
- العدوى المقاومة للمضادات الحيوية
🧼 العلم وراء القوة الخفية:
أيدينا – دون أن ندري – تحوّلت إلى نواقل غير مرئية للعوالم الميكروبية. غسل اليدين يقطع الطريق على هذه الميكروبات بفعالية مذهلة، حيث:
- يذيب الطبقات الدهنية الحاملة للجراثيم
- يقضي على الفيروسات والبكتيريا
- يزيلها فيزيائيًا بانسيابية الماء الجاري
💡 إتقان فن النظافة: رقصة الماء والصابون
لتحويل الغسل العادي إلى طقس وقائي، اتبع هذه الخطوات بدقة:
- الترطيب: بلل يديك بماء جاري نظيف
- التصبن: استخدم كمية وفيرة من الصابون
- الفرك الإيقاعي (20 ثانية على الأقل):
- دلك راحتي اليدين معاً
- نظف بين الأصابع وظاهرها
- افرك أطراف الأصابع تحت الأظافر
- أدِر الإبهام بشكل دائري
- نظف ظهر اليد براحة اليد الأخرى
- الشطف: انثر الماء الجاري ليزيل كل أثر
- التجفيف: أتمم الطقس بتجفيف كامل
👥 مسؤولية جماعية..
- للأهل: غرس العادة في الصغار كطقس ممتع بالغناء واللعب
- للمدارس: تحويل المرافق إلى مساحات جاذبة، ودمج التوعية في القلب من التعليم
- للقطاع الصحي: الالتزام بنظافة اليدين كنموذج يُحتذى وقيمة مهنية
- للشركات: توفير مستلزمات النظافة كاستثمار في صحة المجتمع
- لوسائل الإعلام: ترسيخ الوعي وتصحيح المفاهيم
🌱 النظافة في الإسلام: طهارة تتعانق مع الإيمان
قال رسول الله ﷺ: “الطهور شطر الإيمان”. وغسل اليدين تجسيد عملي لهذا الطهور الذي يجمع بين نظافة الجسد ونقاء الروح. وعن الإمام الصادق (ع): “من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة، وعوفي من بلوى في جسده”. فالنظافة هنا ليست مجرد وقاية، بل هي سعة في الرزق وعافية في البدن.
💚 رسالة من مستشفى الإمام الحجة (عج) العامة
نؤمن في مستشفى الإمام الحجة (عج) بأن “اليد النظيفة” ليست مجرد شعار، بل هي فلسفة حياة، وثقافة مجتمع، وصدقة جارية على الذكرى والأجيال. إنها العهد بيننا وبين أنفسنا لحماية صحتنا وصحة من حولنا.
ندعوكم لأن تكونوا سفراء لهذه الثقافة:
- كونوا قدوة يُحتذى بها
- علّموا الصغار بأن النظافة قيمة
- ذكّروا الأحبة بأن الوقاية خير من العلاج
تذكّروا دائمًا: “يد نظيفة.. حياة صحية.. مجتمع آمن.. إيمان متكامل”.
معًا، نصنع من غسل اليدين درعاً واقيًا للأمة، وعهداً مع الحياة، ووقاية للأجيال القادمة.
تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.