تعريفه، أسبابه، أعراضه، وأحدث طرق التشخيص والعلاج
📌 المقدمة:
هل شعرت يومًا بألم مستمر أو إفرازات غريبة قرب منطقة الشرج؟ قد تكون هذه العلامات إشارة إلى حالة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه… إنها الناسور الشرجي المعقّد (Complex Anal Fistula) – مشكلة جراحية خفية لكن مزعجة، تتطلب علاجًا دقيقًا وخبرة عالية لتجنّب مضاعفات قد تؤثر على حياة المريض اليومية.
الناسور الشرجي هو قناة غير طبيعية تتكون بين القناة الشرجية والجلد المحيط بها. وعندما يكون هذا المسار متعدد الفروع أو يخترق عضلات الشرج العميقة، يُصنّف بأنه “معقّد”، مما يجعله تحديًا حقيقيًا في التشخيص والعلاج، بسبب قربه من العضلات المسؤولة عن التحكم في التبرز
📌 أنواع النواسير الشرجية:
يتم تصنيف النواسير بناءً على علاقتها بالعضلة العاصرة الشرجية (Anal Sphincter). وهنا الأنواع الرئيسية:
1. الناسور بين العضلات العاصرة (Inter-sphincteric):
يمتد بين العضلة العاصرة الداخلية والخارجية.
2. الناسور العابر للعضلة (Trans-sphincteric):
يخترق العضلة العاصرة الخارجية.
3. الناسور فوق العضلة (Supra-sphincteric):
يمر فوق العضلة العاصرة الخارجية ثم ينزل للجلد.
4. الناسور خارج العضلة (Extra-sphincteric):
لا يمر عبر العضلات، بل يحيط بها من الخارج.
الناسور المعقّد عادةً ما يكون من الأنواع (2-4)، أو يكون له تفرعات كثيرة، أو يرتبط بحالات مزمنة مثل داء كرون أو الخراجات المتكررة.
📌 الأسباب وعوامل الخطورة:
الأسباب الشائعة:
• خراج شرجي سابق لم يُعالج جيدًا.
• داء كرون (Crohn’s Disease).
• أمراض معدية مثل السل (Tuberculosis).
• الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs).
• السرطان أو العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض.
عوامل تزيد من خطر الإصابة:
• مرض السكّري.
• ضعف المناعة.
• التهاب الأمعاء المزمن (IBD).
• عدم العناية الجيدة بالمنطقة بعد الجراحة.
📌 الأعراض:
كيف تعرف أن لديك ناسورًا معقّدًا؟
قد تختلف الأعراض حسب نوع الناسور، لكن تشمل العلامات الأكثر شيوعًا:
• إفرازات صديدية مستمرة أو متقطعة من فتحة قرب الشرج.
• ألم يزداد مع الجلوس أو أثناء التبرز.
• تورّم أو تهيّج الجلد حول فتحة الشرج.
• في بعض الحالات المتقدّمة: تسرّب لا إرادي للبراز.
📌 التشخيص:
كيف نكشف هذا “المسار الخفي” بدقة؟
- 🔍 الفحص السريري:
• البحث عن فتحة خارجية ظاهرة.
• تحسس القناة الناسورية من الخارج. - 🧠 التصوير الطبي المتقدم:
• الرنين المغناطيسي للحوض (MRI):
الأدق في كشف تشريح الناسور ومساره داخل الأنسجة.
• السونار الشرجي ثلاثي الأبعاد:
يُظهر العلاقات بين القناة الناسورية والعضلات المحيطة.
• حقن صبغة (Fistulogram):
يكشف امتداد الناسور وتفرعاته. - 🔎 التنظير الشرجي (Proctoscopy):
لمعرفة إذا ما كانت هناك أمراض مرافقة داخل القناة الشرجية، مثل الالتهابات أو الأورام.
📌 العلاج:
🎯 الأهداف الأساسية:
• إزالة أو غلق القناة الناسورية.
• الحفاظ على التحكم بالبراز.
• منع تكرار الحالة مستقبلًا.
🛠️ الخيارات العلاجية المتاحة:
1. الجراحة التقليدية (Fistulectomy/Fistulotomy):
• شق الناسور وفتحه غير مفضل في الحالات المعقدة.
• الاستئصال الكامل أكثر أمانًا، لكنه قد يحتاج عدة مراحل.
2. خيوط الستون (Seton Placement):
خيط جراحي يُدخل في القناة لتصريف الإفرازات تدريجيًا، مفيد في الناسور الذي يمر عبر العضلات العميقة.
3. تقنية LIFT (ربط المسار داخل العضلات):
تُغلق الفتحة الداخلية دون التأثير على العضلات، بنتائج ممتازة.
4. سدادات بيولوجية (Plugs):
مواد قابلة للتحلل تُدخل داخل الناسور لسده وتعزيز الشفاء.
5. إغلاق الناسور بالليزر (FiLaC):
تقنية حديثة وغير مؤلمة نسبيًا، تعتمد على طاقة الليزر لإغلاق القناة من الداخل.
6. العلاج بالخلايا الجذعية:
ما زال قيد البحث، خاصة في حالات داء كرون، ويهدف لتحفيز الشفاء الطبيعي وتقليل الالتهاب.
📌 المتابعة والمضاعفات المحتملة:
أهم التحديات:
• الانتكاس (عودة الناسور):
قد يعود حتى بعد العلاج، خصوصًا في الحالات المعقّدة أو إذا لم يُستأصل المسار بالكامل.
• سلس البراز (Fecal Incontinence):
من أخطر المضاعفات، وقد يحدث إذا تأثرت العضلات العاصرة أثناء الجراحة.
• العدوى أو الخراجات المتكررة:
تحتاج متابعة دقيقة ومراقبة على المدى البعيد.
📌 الخلاصة:
الناسور الشرجي المعقّد ليس مجرد “مشكلة جلدية”، بل حالة طبية تحتاج دقة في التشخيص، وخبرة في العلاج، ومتابعة مستمرة لتفادي الانتكاسات أو المضاعفات.
بفضل التقدم الكبير في التصوير الطبي والجراحة الدقيقة، أصبح بالإمكان علاج هذا النوع من الناسور بكفاءة أعلى، مع الحفاظ على جودة حياة المريض.
🩺 إذا شعرت بأعراض مشابهة، لا تتردد في مراجعة طبيب مختص في الجراحة العامة أو جراحة القولون والمستقيم – التشخيص المبكر هو مفتاح العلاج الناجح.
تمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع