في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، سُطّرت خلال يومين فقط واحدة من أروع صور التفاني الطبي، حين نجح الدكتور علي الطفيلي، أخصائي طب القلب التداخلي والعلاج القسطاري من جمهورية لبنان، في إجراء خمس عمليات قسطرة نوعية تميّزت جميعها بدقتها العالية وتعقيدها الاستثنائي.
ومن بين تلك الحالات، برزت قصة شاب في الثلاثين من عمره سقط مغشيًّا عليه في منزله بعد إصابته بآلام حادة في الصدر، وما إن وصل إلى قسم الطوارئ في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري حتى أظهر فحص تخطيط القلب وجود ذبحة قلبية حادة، ما استدعى تدخلاً عاجلاً.
على الفور، تم نقل المريض إلى صالة القسطرة حيث أجرى الدكتور الطفيلي قسطرة تشخيصية كشفت عن وجود انسداد كلي مع خثرة كبيرة في الشريان الأمامي الأيسر النازل، وهو من أهم الشرايين المغذية للقلب.
قرر الأخصائي فتح الشريان باستخدام البالون وإذابة الخثرة بالأدوية المتخصصة، ما أعاد تدفق الدم وأنقذ عضلة القلب من التلف.
بقي المريض تحت المراقبة المستمرة في ردهة العناية القلبية المركزة لاستكمال العلاج ومتابعة مؤشراته الحيوية. وفي اليوم التالي، خضع لقسطرة علاجية معقدة تم خلالها زرع شبكة دقيقة في موضع الانسداد، رغم حساسية موقعه عند تفرع شريان رئيسي.
لم يكن القرار سهلاً، لكن خبرة الفريق الطبي وامتلاك المستشفى أحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة جعلت المستحيل ممكنًا، لتُختتم العملية بنجاح باهر وصفه الفريق بأنه “إنقاذ في اللحظة الأخيرة”.
وبعد ٢٤ ساعة من الرعاية الدقيقة، غادر المريض المستشفى بصحة مستقرة، حاملاً في قلبه ليس فقط شريانًا نابضًا من جديد، بل امتنانًا عميقًا لفريق لم يعرف المستحيل.
