في واحدة من أكثر اللحظات توترًا داخل ردهة الخدّج في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، نجح الفريق الطبي والتمريضي، بإشراف استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور مازن قيس، في إنقاذ حياة رضيعة لا يتجاوز عمرها الثلاثة أيام، وصلت من مستشفى آخر وهي على حافة الخطر.
الطفلة كانت تعاني من حالة صحية شديدة التدهور، مما استدعى إدخالها فورًا إلى وحدة العناية بالخدّج. وخلال أول 24 ساعة من دخولها، تراجعت حالتها بشكل مقلق، ما استوجب ربطها بجهاز التنفس الصناعي على مدار 5 أيام متواصلة، وسط متابعة دقيقة وجهود لا تهدأ من الكادر الطبي.
لكن الرحلة لم تنتهِ عند صعوبات التنفس، إذ عانت الرضيعة من هبوط متكرر في سكر الدم، مما استدعى إجراء فحوصات متقدمة، من ضمنها تحاليل أيضية دقيقة تم إرسالها خارج القطر. ولحسن الحظ، أكدت النتائج خلوها من أي أمراض وراثية أو اضطرابات أيضية خطيرة، مما سمح للفريق بالتركيز على استقرار معدلات السكر والعناية بوظائفها الحيوية.
مع مرور الأيام، بدأت الطفلة تُظهر استجابة إيجابية للعلاج. تم تخفيف الدعم التنفسي تدريجيًا، ثم إيقافه بالكامل بعد يومين. وعقب استقرار حالتها، بدأ الفريق الطبي بإدخال التغذية عبر أنبوب المعدة، قبل الانتقال إلى تجارب التغذية الطبيعية. كما حرص الطاقم على دعم الأم نفسيًا وتعليمها أسس الرضاعة السليمة، في تجربة هي الأولى لها كأم.
وبعد أيام من القلق والترقّب، خرجت الصغيرة من المستشفى بوجه باسم وصحة مستقرة، دون أي مضاعفات تُذكر.
بأجهزة التنفس، وقطرات الغلوكوز، ورعاية دقيقة، خاض فريق مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري تجربة علاجية أثمرت عن تحسن ملحوظ في حالة الطفلة.
لم تكن مجرد حالة طبية عابرة، بل محطة أمل أظهرت التزام الكادر الطبي وحرصه على منح المرضى فرصة جديدة للحياة.