في إنجاز طبي نادر يعكس كفاءة الطواقم الطبية وقدرتها على التعامل مع أعقد الحالات، نجح فريق جراحي في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري في إجراء عملية دقيقة ونوعية لطفلة لا يتجاوز وزنها 12 كيلوغرامًا، كانت تعاني من سلسلة متشابكة من التشوهات الخلقية المعقدة التي شكّلت تحديًا طبيًا من الطراز الرفيع.
الطفلة، التي وُلدت بانحراف حاد في العمود الفقري، وتشوهات في القفص الصدري، وضعف في عضلة القلب، وكسل في عضلات الحنجرة، فضلاً عن تلف دماغي سبّب التهابات تنفسية متكررة وصعوبات كبيرة في التخدير، تبيّن بعد الفحوصات الدقيقة وجود حصاة بحجم 2 سم في الكلية اليسرى، ما استدعى تدخلاً جراحيًا عاجلًا وحذرًا في آنٍ واحد.
تحت إشراف الجراح المتخصص الدكتور يحيى الخفاجي، أُجريت عملية رفع الحصاة باستخدام تقنية المنظار عبر فتحة لا تتجاوز 1 سم، في إجراء يُعدّ تحديًا حقيقيًا في ظل هشاشة الحالة الصحية وتعقيدها. وقد جرت العملية بنجاح لافت، دون مضاعفات، وسط تنسيق دقيق بين الفرق الطبية المختلفة.
وأشاد الدكتور الخفاجي بالأداء المتكامل للفريق الطبي، مثنيًا بشكل خاص على الدور الحيوي لطبيب التخدير الدكتور عبد الأمير نوري، الذي تعامل باحترافية عالية مع التحديات التخديرية المترتبة على كسل عضلات الحنجرة وضعف عضلة القلب وتشوه القفص الصدري، وهي ظروف تُعدّ من أخطر ما قد يواجه اختصاصيي التخدير.
وأشار الفريق الجراحي إلى أن هذه العملية تُصنّف ضمن فئة الجراحات المعقدة والدقيقة، التي تتطلب استعدادًا فائقًا ومهارة عالية، نظرًا للحالة الصحية العامة للطفلة وتشوهاتها المتعددة.
واختتم الدكتور يحيى تصريحه قائلاً:
“بحمد الله، خرجت الطفلة من غرفة العمليات بحالة مستقرة. لقد كانت عملية محفوفة بالتحديات، ولكن الإرادة والتنسيق الدقيق كانا كلمة السر في هذا النجاح. نأمل لها شفاءً تامًا وحياة أفضل.”



