رغم تعقيد حالته الصحية وتشابك أمراضه المزمنة، تمكن فريق جراحة المسالك البولية في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، بقيادة الدكتور أمير الأعرجي، من إنهاء معاناة رجل سبعيني وصف الأطباء حالته بأنها “أشبه بالمستحيلة”، بعد أن خضع لعملية مركبة ودقيقة أنهت آلامه التي استمرت لأكثر من عامين.
المريض، وهو من سكنة محافظة كربلاء، كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري وضعف شديد في عضلة القلب، ما جعله غير مؤهل طبيًا لأي تدخل جراحي تقليدي. وخلال الأشهر الأخيرة، تفاقمت حالته بانحصار تام في الإدرار استمر لأكثر من شهرين، صاحبه ارتفاع ملحوظ في وظائف الكلى والتهابات بولية حادة، مما اضطره لاستخدام القسطرة البولية بشكل دائم.
عند مراجعته للأخصائي، خضع المريض لتقييم طبي شامل كشف عن وجود تضخم كبير في البروستات مع ورم في عنق المثانة، تسبب كلاهما في انسداد شبه كلي لمجرى البول. ووفق المعايير الطبية، فإن استئصال الورمين في جلسة واحدة يُعد مخاطرة كبيرة، خاصة في ظل الحالة القلبية الحرجة للمريض وعدم تحمله للتخدير الطويل.
لكن أطباء مستشفى الإمام الحجة (عج) اختاروا طريقًا أكثر جرأة وابتكارًا، فتم تحضير المريض طبيًا وتخديريًا بشكل دقيق، ليخضع لاحقًا لعملية مزدوجة تضمنت استئصال ورم المثانة بواسطة الناظور، وإجراء تقنية التبخير الحديثة لغدة البروستات (Rezum)، وهي تقنية دقيقة تتيح تقليص حجم الغدة دون الحاجة إلى استئصالها جراحيًا.
وقد جرت العملية تحت إشراف طبيب التخدير الدكتور عبد الأمير نوري، الذي لعب دورًا محوريًا في تأمين الاستقرار الصحي للمريض أثناء التدخل المعقد.
غادر المريض المستشفى في اليوم التالي للعملية وهو بحالة ممتازة، في مشهد وصفه الكادر الطبي بـ”المعجزة الطبية”، التي تؤكد مجددًا ريادة مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري في تقديم حلول علاجية متقدمة للحالات المعقدة، حتى في ظل أصعب الظروف الصحية.
