في مشهد اختلطت فيه مشاعر القلق بالأمل، وُلدت طفلة خديجة في الأسبوع الـ28 من حملها، بوزن لم يتجاوز 750 غرامًا، إثر ولادة قيصرية طارئة، حيث كانت حياة الطفلة ووالدتها على المحك نتيجة ارتفاع حاد في ضغط الدم.
منذ لحظة ولادتها، كانت الطفلة بحاجة إلى رعاية طبية فائقة. وقد تولت العملية الأخصائية في النسائية والتوليد، الدكتورة شذى عبد الأمير، التي أتمت الولادة بنجاح، بينما كان أخصائيا طب الأطفال، الدكتور مازن قيس والدكتور حيدر عادل، في جاهزية تامة لتقديم الدعم الفوري والرعاية اللازمة.
وفي تصريح للدكتور مازن قيس الذي أشرف على علاج الطفلة، قال:
“رئتا الطفلة لم تكونا مكتملتين، ما استدعى استخدام مادة السورفكتانت عبر أنبوب القصبة الهوائية لتعزيز نمو الرئتين، ثم تم وضعها على أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بالخدج (C-PAP) مع دعم إضافي بالأوكسجين لتجاوز أصعب اللحظات التي مرت بها.”
وأضاف قائلاً:
“لم تكن الثلاثة أيام من الدعم التنفسي كافية فقط لتمهيد الطريق أمام الطفلة للفطام التدريجي عن الأوكسجين، بل أيضاً بدأت بالتغذية عبر أنبوب المعدة، بالإضافة إلى المحاليل الوريدية التي تحتوي على الأحماض الأمينية والفيتامينات والسوائل المغذية لضمان حصولها على العناصر الأساسية اللازمة لنموها.”
كما تلقت الطفلة العلاج الضوئي للتخلص من اليرقان، مع مراقبة دقيقة لوزنها لضمان تطورها الصحي بشكل سليم.
وأكد الدكتور مازن أن:
“بفضل الله تعالى، بالإضافة إلى الرعاية الدقيقة والمراقبة المستمرة من قبل الكادر الطبي والتمريضي في قسم الخدج، بدأت الطفلة في اكتساب الوزن بشكل تدريجي، حيث أُدرج حليب الأم ضمن نظامها الغذائي عبر أنبوب التغذية، ما ساعد في تحسن حالتها بشكل ملحوظ.”
واختتم الدكتور مازن حديثه قائلاً:
“بعد مرور 45 يومًا من الرعاية الحثيثة في وحدة العناية المركزة، جاء اليوم المنتظر—حيث خرجت الطفلة من المستشفى بوزن 1.25 كغم (كيلوغرام وربع)، تتمتع بالتنفس الطبيعي وتتغذى دون الحاجة إلى أجهزة الدعم.”
تعد هذه الحالة مثالًا حيًا على تفاني الفريق الطبي والتمريضي في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، الذي يبذل جهدًا غير محدود لإنقاذ أصغر الأرواح ورسم البسمة على وجوه العائلات.
