خاض فريق مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري تحديًا حرجًا لإنقاذ حياة مريضة تبلغ من العمر 65 عامًا، وصلت إلى قسم الطوارئ وهي في حالة صحية حرجة، تعاني من مضاعفات معقّدة بسبب تاريخٍ طويل من الأمراض المزمنة والاستخدام غير المنضبط للكورتيزون (ديكسون) لأكثر من عقدين، دون متابعة طبية.
المريضة، التي تعاني أصلًا من ارتفاع ضغط الدم، ظهرت عليها أعراض خطيرة بدأت قبل يومٍ من دخولها المستشفى، تمثّلت في قيء متكرر، فقدان الشهية، وارتفاع شديد في الحرارة. ومع بزوغ صباح اليوم التالي، تفاقمت حالتها بشكل حاد، إذ عانت من ألم مبرّح في الخاصرة اليسرى، ضيق نفس حاد، اضطراب في الوعي، وإسهال شديد، مما استدعى تدخلاً طبياً فورياً.
أظهرت الفحوصات والتحاليل السريرية المتقدمة وجود حصاة في الحالب الأيسر تسببت في انسداد بولي حاد، أدّى إلى تسمم دموي جرثومي (Urosepsis) خطير. ورافق ذلك ارتفاع مقلق في كريات الدم البيضاء (30,000)، ومستويات شديدة الارتفاع في المؤشرات الالتهابية (Procalcitonin > 100)، فضلًا عن علامات فشل قلب احتقاني واضحة (ProBNP 18,000)، واختلال بالغ في وظائف التنفس والكلى والدورة الدموية، إلى جانب علامات قصور في وظيفة الغدة الكظرية نتيجة الاستخدام المزمن للستيرويدات.
تحرّك الفريق الطبي بسرعة وحزم، حيث أجرى أخصائي الجراحة البولية تدخلًا عاجلًا بوضع أنبوب داخلي لتصريف الحالب (DJS)، فيما بدأت خطة علاجية شاملة جمعت بين المضادات الحيوية واسعة الطيف، والعلاج الداعم لوظائف الأعضاء الحيوية، إلى جانب عناية دقيقة بوظيفة الغدة الكظرية الهشّة.
وبفضل التفاني الدؤوب من الكوادر الطبية والتمريضية، واستجابة الفريق العلاجي متعدد التخصصات، بدأت حالتها بالتحسن تدريجيًا. استقرت العلامات الحيوية، وتحسّنت وظائف الكلى، وعاد التنفس إلى معدلاته الطبيعية، حتى تكللت الجهود بخروج المريضة من المستشفى بحالة مستقرة وتعافٍ تام من التسمم الدموي.
📌 الفريق الطبي المعالج:
• د. أمير حامد الحسيني – اختصاص الطب الباطني
• د. أمير الأعرجي – اختصاص الجراحة البولية
• د. مهند محمد رضا – اختصاص العناية المركزة والتخدير
كل الشكر والامتنان لأبطال الرعاية التمريضية، وتقنيي التخدير، والأطباء المقيمين، الذين جسّدوا بأدائهم الإنساني والمِهني أسمى صور الطب النبيل، وكانوا حاضرين عند كل لحظة حاسمة، فأنقذوا حياة كانت على شفا الانهيار.
في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، لا تقتصر رسالتنا على العلاج، بل نُجسد التزامًا يوميًا بأن تلتقي الرحمة بالعلم، وأن تظل كرامة الإنسان وصحته في مقدمة أولوياتنا.