“عندما تكون الجراحة محفوفة بالمخاطر، تصبح الدقة خيارًا حتميًا”
بهذه الكلمات يصف الدكتور إسحاق لطوف، أخصائي جراحة العمود الفقري في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، قراره بالتدخل عبر الأشعة التداخلية لترميم الفقرة الصدرية السابعة لسيدة في الستين من عمرها، تعاني من هشاشة عظمية شديدة وسمنة مفرطة.
“أمامنا كانت سيدة تعاني من ألم لا يُطاق، وعظامها لم تعد تحتمل مزيدًا من الجراحات”
يستذكر الدكتور لطوف حالة المريضة التي سبق أن خضعت لعملية تثبيت فقري قبل ثلاث سنوات، لتعود بعد فترة تشتكي من ألم حاد وصعوبة حركية أثرت على حياتها اليومية بشكل كبير. بعد فحص دقيق، تبين أن الفقرة السابعة الصدرية قد تهشّمت بالكامل.
“لم يكن التشخيص سهلاً؛ فالسمنة الزائدة حجبت عنا الكثير، لكن التحديات ليست سوى دعوة للإبداع الطبي”
يشير الدكتور إسحاق إلى التحديات الكبيرة التي واجهها الفريق الطبي، خاصة في قراءة الصور الشعاعية بدقة، ما تطلب مهارة فائقة لتحديد موضع التهشم بدقة ميليمترية.
“اخترنا الأشعة التداخلية لأنها تمنحنا القدرة على الدخول بدقة… دون أن نفتح بابًا للجراحة”
بتقنية متطورة، تم استخدام الأشعة التداخلية لتوجيه إبرة دقيقة إلى موضع الإصابة، ثم حقن مادة الـ Bone Cement، التي تعمل على ترميم الفقرة وتثبيتها من الداخل، في إجراء لم يستغرق سوى نصف ساعة.
“حين أنهينا الإجراء، كانت النتيجة فورية: ألم يتراجع، وابتسامة تعود”
بنجاح العملية، عادت القدرة الحركية للمريضة بشكل ملحوظ، مع تحسّن فوري في مستوى الألم، ما يعكس فعالية هذا النوع من التدخلات الحديثة التي توازن بين الأمان والنتائج السريرية المبهرة.
“في مستشفى الإمام الحجة (عج)الخيري نحن لا نُجري عمليات فقط، بل نعيد للناس قدرتهم على الحياة بدون ألم”