حين تصبح الدقائق حياة: قصة إنقاذ استثنائية لمصاب بطلق ناري في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري

في واحدة من أكثر الحالات الطارئة خطورة، استقبل قسم الطوارئ في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري شابًا يبلغ من العمر 30 عامًا، مصابًا بطلق ناري نافذ في الجهة اليسرى من الصدر بمحاذاة القلب، في حالة حرجة شكلت تهديدًا مباشرًا لحياته.

ومنذ اللحظات الأولى لوصول المصاب، أُعلنت حالة الاستنفار الطبي، حيث باشرت الكوادر الطبية والتمريضية بتنفيذ إجراءات إنقاذية عاجلة وفق بروتوكولات الطوارئ المتقدمة. وتم تركيب الأنبوبة الصدرية بشكل فوري بإشراف الدكتور منتظر، نتيجة معاناة المريض من اختناق شديد، أعقبها تأمين وصول وريدي سريع عبر أربع كانيولات، ما أتاح إعطاء السوائل الوريدية ونقل الدم والبلازما لتعويض الفقد الدموي ودعم استقرار الدورة الدموية.

وبتنسيق متسارع مع قسم الأشعة، أُجريت الفحوصات الشعاعية الطارئة لتحديد مسار الإصابة بدقة وتقييم حجم الضرر الداخلي، الأمر الذي أسهم في اتخاذ القرار العلاجي الحاسم دون تأخير.

ونظرًا لحساسية موقع الإصابة واستمرار النزف، جرى التواصل العاجل مع أخصائي جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية الدكتور صفاء العلي، الذي أشرف على تقييم الحالة واتخاذ القرار الجراحي الفوري، ليتم إدخال المريض مباشرة إلى صالة العمليات للسيطرة على النزف وإنقاذ حياته.

وقد نُفِّذت العملية الجراحية بنجاح عالٍ، حيث تم فتح الصدر من الجهة المصابة ورفع الجزء المتضرر والنازف من الرئة اليسرى، في تدخل دقيق عكس مستوىً متقدمًا من الخبرة الجراحية والعمل الجماعي المنسق.

وشارك في هذا الإنجاز الطبي كادر العمليات المتميز، بقيادة أخصائي التخدير الدكتور أسامة عيسى، وبمساندة مساعديه آيات محمد إبراهيم ومحمد أحمد حمزة، إلى جانب مساعدي الجراح علي أحمد عطية، علي حسين عبد الأمير، يوسف محمد، ونور عبد الكاظم، الذين عملوا بتناغم عالٍ في ظروف بالغة الحساسية.

وعقب انتهاء العملية، نُقل الشاب إلى وحدة العناية المركزة، حيث تولى كادرها المتخصص — الجنود المجهولون في الخط الأول — متابعة المريض ورعايته الدقيقة خلال المرحلة الحرجة لما بعد الجراحة، حتى استقرت حالته الصحية بشكل كامل.

وبفضل سرعة الاستجابة، ودقة التشخيص، والتكامل الفاعل بين الأقسام الطبية، تكللت الجهود بالنجاح، وغادر المريض المستشفى بعد 72 ساعة فقط وهو بحالة صحية مستقرة.

كما أسهم كادر التمريض في قسم الطوارئ بدور محوري في هذا السباق مع الزمن، وهم: باسم كريم، أحمد حمادي، حسن محسن، ومن الكادر التمريضي النسوي دعاء حسين وزينب مهدي، الذين جسدوا أعلى مستويات المهنية والتفاني في أداء الواجب الإنساني.

الاخبار الجديدة
الإشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments