ولدت الصغيرة بوزنٍ لم يتجاوز 930 غرامًا، تحيطها أجهزة التنفس والعناية المركزة، لكنّها كانت تحمل بين أنفاسها الهشة إرادةً لا تُقهر. فوسط متابعة دقيقة وجهود طبية متواصلة، نجح فريق وحدة العناية بالخدج في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري بكربلاء المقدسة في إنقاذ حياة طفلة خديجة مصابة بـ متلازمة عسر التنفس الوليدي (Neonatal Respiratory Distress Syndrome)، بعد صراعٍ استمر أسابيع.
الأم، التي خاضت تجربة فقدانٍ أليمة في ولادةٍ سابقة لطفلٍ خديج، استقبلت هذه المرة مولودتها وسط موجة من القلق والرجاء، بعد أن تكللت مسيرتها بولادةٍ آمنة تحت إشراف الدكتورة رغد نعمان، أخصائية النسائية والتوليد، التي تولت إجراء الولادة القيصرية في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري.

“كانت حالة الطفلة حرجة للغاية بسبب صِغر وزنها وعدم اكتمال نموّ رئتيها، لكن بفضل المتابعة الدقيقة والتدخل المبكر استطعنا تجاوز المرحلة الحرجة تدريجيًا”، تقول الدكتورة رغد، مُشيدةً بالتعاون الوثيق بين أقسام الولادة والأطفال والخدج.

منذ لحظات الولادة الأولى، تلقت الطفلة رعاية مكثفة على مدار الساعة من فريق متخصص من أطباء الأطفال والممرضين، لتثبيت التنفس ودعم الوظائف الحيوية، ومراقبة التطورات الصحية لحظة بلحظة. ومع مرور الأيام، بدأت علامات التحسن تظهر تدريجيًا، لترتفع كتلتها من 930 غرامًا إلى 1.6 كغم بعد شهرٍ من العناية الحثيثة داخل وحدة الخدج.
“كل غرام إضافي كان يعني لنا أملًا جديدًا”، يروي أحد الممرضين، مؤكدًا أن هذه الحالات تتطلب مزيجًا من الخبرة والصبر والإنسانية، وهو ما يميز الكادر في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري.

اليوم، تغادر الطفلة المستشفى بصحةٍ جيدة، بعد رحلة جسدت تضافر الجهود الطبية والتمريضية، فقد وُلدت مرتين: مرةً من رحم أمها، ومرةً من رحم العناية المركزة، لتكون رمزًا لصمود الحياة، وشهادة حية على كفاءة الكادر في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري وقدرته على تحويل المستحيل إلى قصة نجاح بفضل الله تعالى.
