يندرج المستشفى ضمن المشاريع الخيرية لمؤسسة الاغاثة والتنمية، والمسجلة ضمن المنظمات غير الحكومية التي تحمل صفة النفع العام، فالمستشفى لا يتبع اي جهة دينية او حكومية او سياسية او اقتصادية، وانما المصدر الأساس لتمويله هي الأجور التي يتقاضاها من المراجعين الكرام ازاء الخدمات الصحية التي يقدمها.
هذا هو حلمنا وحلم سماحة السيد المؤسس ان يكون المستشفى يوماً ما مجانياً، إلا انه للأسف يبقى حلماً غير قابل للتطبيق في ظل الواقع الراهن، بسبب التكاليف التشغيلية للمستشفى وعدم وجود جهة تتكفل بهذه التكاليف المالية.
الكُلف التشغيلية هي النفقات المالية المرتبطة بديمومة وصيانة وإدارة الأعمال بشكل يومي ومستمر للمستشفى.
النفقات المبلغ الشهري (دينار) المبلغ السنوي (دينار)
الكهرباء والماء والوقود والزيوت 63,000,000 756,000,000
التنظيف والتعقيم 42,000,000 504,000,000
إجازات العمل، الصيانة والخدمات 45,000,0000 540,000,000
المجموع 150,000,000 1,800,000,000
يجب التنويه ان هذه النفقات لا تشمل أجور الكوادر الطبية والتمريضية والفنية.
وهنا نود ايضاح كلفة خدمات المستشفى بالنسب المئوية:
العمل الخيري هو عمل إنساني غير ربحي يقوم به الفرد او جماعة ما او جهة ما من أجل مساعدة وتنمية حياة الآخرين، ومن جملة المنجزات التي حققها مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري بفضل المتبرعين:
1) توفير الرصانة الطبية والكفاءة العالية، 2) التعامل الإنساني مع المريض وذويه، 3) توفير خدمات تمريضية بمعايير دولية 4) الحرص على النظافة وإنعدام التلوث، 5) توفير بنى تحتية مُحكمة ومعمارية رائعة، 6) دعم ذوي الدخل المحدود، 7) توفير خدمات مجانية وبرنامج “القرض الحسن”، 8) وأخيراً، أسعار دون المعدل.
كان حلم انشاء المستشفى يراود سماحة السيد المؤسس منذ ان وطأت قدماه أرض الوطن عام 2003 بعد 32 عاماً من النفي والتشريد. وقد عاهد الله سبحانه ان لا يدَخر جهداً إلا وظفه في تأسيس مستشفى خيري تُقَدم فيه الخدمات الطبية بأسعار بسيطةٍ وبجودةٍ عالية تتماشى مع كرامة الانسان وقداسته.
وقد سخر الله سبحانه لهذا السيد الجليل كوكبة من المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها اعانوه على إنجاز هذا الصرح المبارك، فهناك من سخَر سواعده القوية في بناءه وآخر من بذل صوته وصيته ومكانته من أجل تشييده وآخر من أعار فكره وحصافةِ رأيه واخيراً هناك من جاد بماله بسخاءٍ وطمأنينة لإقامة هذا المشروع المبارك.
تبرع المحسنون من خارج العراق وداخله لهذا المشروع المبارك، وكان جلهم من الدول الشقيقة في الخليج وإيران والمؤمنين في امريكا الشمالية وأوروبا وباقي بقاع المعمورة، بالإضافة إلى المحسنين من داخل العراق، ولم يكن فيهم احدٌ ممن استحوذ على نفط العراق او سرق فقراءه.
ثانياً، هناك ما لا يقل عن 28 ألف مراجع استفاد من خدماتنا المخفضة او المجانية، وقد سجل المستشفى اسمائهم وعناوينهم ليطلع المتبرعون عليها.
وهنا نرى لزامًا علينا ان نوجه خالص شكرنا للمحسنين المتبرعين، عرفانًا منا لإسهامهم أولاً في إنشاء هذا المستشفى ومنح المرضى في العراق فرصة العلاج في صرح يُنافس المراكز الطبية الدولية، وثانيًا لخلق فرص عمل لأبناء الشعب العراقي وتحسين إقتصاد مدينة الحسين (ع).
علمًا انه تم إجراء مئات العمليات الجراحية مجانًا للفقراء والأرامل والأيتام خلال السنوات الخمس الماضية، كلها موثقة في أرشيف المستشفى.
اولاً ان تتماشى الخدمات الطبية فيه مع كرامة الانسان وقيمته المعنوية ومع المعايير الطبية المعترف بها عالمياً، وثانياً ان تكون تكاليف الطبابة قليلة قدر المستطاع مع التركيز على احتواء المعدمين والمحرومين.
اولاً: قلة الاسعار للخدمات الطبية مقارنةً بالمستشفيات غير الحكومية في كربلاء المقدسة والمدن المجاورة.
ثانياً: التخفيضات المقدمة لذوي الدخل المحدود والتي تجاوزت خلال الأعوام الماضية مليار و396 مليون دينار عراقي.
ثالثاً: خدمة المعاينة المجانية في العيادات الاستشارية كل يوم ثلاثاء، وفي وحدة الطوارئ لمدة ساعتين يوميًا، وقد وصل عدد المستفيدين منها إلى 23,085 مُراجع خلال الأعوام الماضية، وبما يتجاوز مبلغ 250 مليون دينار.
رابعاً: برنامج ساقي كربلاء للقرض الحسن، ويقدم هذا البرنامج مبالغ تتراوح بين 1 مليون إلى 3 مليون دينار بدون فوائد، ويُسدد المبلغ خلال 10 أشهر. وقد وصل عدد المستفيدين إلى الآن 1941 شخص.
خامساً: إجراء عمليات جراحية مجانًا للفقراء والأرامل والأيتام يتكفل بمبالغها المستشفى والفريق الجراحي والمحسنون.
سادساً: تقوم المؤسسة الراعية للمستشفى بتوزيع الذبائح والسلات الغذائية على العوائل المتعففة وذوي الدخل المحدود، وقد بلغ عدد هذه السلات خلال الاعوام الثلاثة الماضية 2817 سلة وبمبلغ 59 مليون دينار.
سابعاً: تقوم المؤسسة الراعية بتحمل تكاليف علاج الأيتام والأرامل المسجلين رسمياً لديها، إذ وصل عدد الأيتام المكفولين إلى 3440 خلال عام 2022 وكان مبلغ الكفالات 911 ألف دولار أمريكي.
ثامناً: في عام 2022، احتضنت مؤسسة الإغاثة والتنمية في مدارسها 672 طالبًا، منهم 522 من الأيتام، وقد تجاوز مجموع المبالغ المصروفة على القروض الجامعية للطالبات خلال الأعوام الماضية 492 مليون دينار.
وضعنا استراتيجية للتوثق من المستفيدين تنحصر في ملئ استمارة تحتوي على عدة اسئلة وتُصدق هذه الاستمارة من قبل إمام الجامع في حي السكن ومختار الحي ومن ثم تخفض اجور الخدمة الطبية للمراجع.
تُقيَم حالة كل مستفيد بعد التوثق من المعلومات المقدمة، كما ان هناك أولوية للمستفيدين الذين يُراجعون جراحي الاستشاريات في المستشفى، حيث ان تكاليف هكذا عمليات اقل من العمليات المحولة من قبل الاطباء من خارج المستشفى، فتكون نسبة التخفيضات لهم أكبر من أولئك الذين تمت احالتهم من الاطباء خارج المستشفى.
هنالك ثلاثة اسعار لعملية جراحية معينة:
أ- هناك سعر خيري مدعوم للعمليات الجراحية يستوفى من المراجع الكريم عندما يراجع استشاريات المستشفى وينقل من خلالها للعمليات الجراحية ويتقاسم الاجر كلٌ من المستشفى والجراح بنسبة واحدة.
ب- النوع الثاني من الاسعار هو عندما يراجع المراجع الكريم الجراح في عيادته الخاصة ثم ينتقل إلى العمليات الجراحية، تبقى هنا حصة المستشفى ثابتة كما وردت في الخيار (أ) والباقي يذهب للجراح الذي جلب المريض من عيادته الخاصة وهذا المقدار يتحكم به الجراح.
ج- اما النوع الثالث من الاسعار فيقدم لذوي الدخل المحدود حيث يستقطع المستشفى من حصته لصالح المريض وتبقى حصة الجراح كما هي.
من المنطق عندما تقارن اسعار الخدمات الصحية، ان تكون على اساس الجودة والنوعية والكفاءة الطبية ايضاً.
والاغفال عن الجودة والنوعية لن يكون منصفاً. فعلى سبيل المثال، هناك سيارتان كلاهما تتألفان من هيكل ومحرك واربعة عجلات ومقاعد للمسافرين وصندوق الامتعة ولكن احداهما سعرها 10 اضعاف الاخرى يا ترى ما السبب؟
اذا كان هذا الامر واضحاً للمراجع الكريم عندها ندّعي صدقاً بان اسعار مستشفى الامام الحجة (عج) الخيري هي الاقل على الاطلاق في مدينة كربلاء المقدسة و ضواحيها،
فمثلاً رُبّ قائلٍ يقول ان فحص (زرع ادرار /الكلية) المختبري في المستشفى 20 الف دينار والحال انه يعرض في المختبرات الخاصة بـ 20 الف دينار، او ان سعر السونار في المستشفى ٢٥ الف دينار و عند معظم العيادات الخاصة من ذوي البورد بـ 15 الف دينار.
ولكن هذا المقال غير ناظر على النوعية و الكيفية، فالفحص المختبري المُشار اليه يتم عبر استعمال جهاز Vitek compact II لشركة Biomerieux الفرنسية، وان المحلول الذي يتم استخدامه في الفحص يكلف المستشفى 19 الف دينار ، فاذا كان نفس الجهاز و المحلول يستخدمان في المختبرات الاخرى و بسعر اقل او بنفس السعر عندها يحق للمعترض ان يعترض اما اذا كان المطلوب ان نقدم خدمة سيارة بمواصفات عالية بسعر دراجة فلا نعتقد ان هذا الطلب منطقي.
وكذا الحال بالنسبة للسونار فنحن ندعى فخراً ان أكثر اطباء الاشعة في المستشفى هم لامعون وذوو رصانة علمية وكفاءة عالية وهم يتقاضون في عياداتهم الخاصة مبالغ أكثر مما يتقاضونه من المستشفى ومع ذلك يقومون بواجبهم الاخلاقي في فحص المرضى ايماناً منهم بمبدأ “الخيري” للمستشفى.
وهناك سبب اخر في سعر السونار وهو ان طبيب الاشعة هو الذي يقوم بالفحص وليس التقني وهذا يكون عائقاً له لمتابعة تقارير المفراس و الرنين و الفلوروسكوب، و بما ان السونار متوفر في اكثر الاماكن و ان هناك شحة في الرنين و المفراس لذلك ارتأت الادارة ان ترفع سعر السونار قليلا ليقل ضغط المراجعين ويتفرغ الاطباء لباقي وحدات الاشعة.
ونتمنى من البعض الحصيف ان يقارن اسعار المفراس و الرنين بباقي المراكز الطبية ليستخلص لنفسه ان مستشفى الامام الحجة عج الخيري هو الاقل سعراً بين اقرانه.
وهناك حقيقة غائبة عن كثيرٍ من الناس وهو ان مستشفى الامام الحجة (عج) الخيري ولأجل اسعاره البسيطة كان سبباً في ترشيد اسعار الطبابة في كربلاء المقدسة إذا ما قارنا الاسعار قبل وبعد عام 2018، حيث كانت مرتفعة وترشدت بشكل ملحوظ عندما دخل مستشفى الامام الحجة (عج) الخيري في الخدمة.
يجهد القائمون على المستشفى ان تصبح معايير الجودة مضاهية لتلك التي تتبع في المراكز الطبية الدولية والاقليمية وهناك جهود حثيثة لنيل شهادة الاعتماد من منظمة ISO و كذلك منظمة Joint Commission International (JCI)، حيث يتبع المستشفى السياسات الصارمة للمنظمات المذكورة خصوصا في حقول “مكافحة العدوى” و “سلامة المريض” و “البناء والهيكل”، و هذا المستوى من الجودة لا يتوفر مجاناً فهناك ثمن باهظ في الحفاظ على هذا المستوى من الجودة.
فليس من المعقول ان الخدمات مثلاً تكون بمستوى خمس نجوم وتبقى الاسعار زهيدة ورمزية، لأن استقطاب أفضل الاطباء والفنيين واقتناء أحدث الاجهزة الطبية ذات الكفاءة العالية واقتناء الاثاث الطبي المناسب و استخدام اجود مستلزمات البناء يتطلب اثمان كبيرة لذلك يترتب على المراجع الكريم المساومة على الاسعار نوعاً ما مقابل الحصول على خدمات ممتازة في المجال الصحي.
ان جميع المنتسبين والعاملين في المستشفى يتقاضون اجور ومستحقات مالية ازاء عملهم والجهة الوحيدة المتطوعة هي المؤسسة الراعية للمشروع، مؤسسة الاغاثة والتنمية،
والجدير بالتنويه ان هناك بعض الأخصائيين والاطباء والمهنيين الذين يقيمون خارج العراق يقدمون خدمات مجانية للمرضى عند زيارتهم لمدينة الحسين عليه السلام.
تقوم اللجنة الاعتمادية، المتكونة من ثلة من ذوي الاختصاص والمهنيين من داخل الوطن وخارجه، بتقييم وتنسيب الأطباء في المستشفى ومن ثم منحهم الأمتيازات المهنية للبدء بالعمل في المستشفى، ولا يُستثنى احد من هذه القاعدة.
يتمتع المستشفى بعدة مميزات وعلى ضوئها بإمكان المواطن ان يختار الخدمة الطبية فيه، نسرد البعض منها:
أ- الرصانة الطبية والمهنية
ب- الأطباء المتميزون
ج- التعامل الرحيم
د- مبنى فائق الجمال والراحة
ه- الأسعار البسيطة
ان المستشفى لا يطلب ولا يتلقى اي دعم حكومي بل ان المستشفى ملتزم بتسديد فواتير الماء و الكهرباء و جميع الرسوم التي تملى عليه. ولا يخفى ان المستشفى يعاني من بعض الاجراءات البيروقراطية التي تنتهجها المؤسسات الحكومية فعلى سبيل المثال يعاني المستشفى من تأخير اطلاق المعدات الطبية والمستلزمات الصحية في موانئ الوطن وفي بعض الأحيان تصادر هذه المواد والمستلزمات الطبية بحجج شتى. كذلك يعاني المستشفى من التأخير في منح تأشيرات الدخول للاخصائيين والجراحين من خارج الوطن.
من باب التشرف بأسم صاحب العصر و الزمان (عج) اختار سماحة السيد المؤسس هذا الاسم المبارك متفائلاً بأسمه الشريف كي يسبغ الله سبحانه الشفاء الكامل و العاجل على مرضانا و ان يبارك في جهودنا كما وضع هذا الاسم العظيم ليجعله المنتسبون لهذا المستشفى نصب اعينهم حين مباشرتهم مهامهم.
نحن لا نرحب بالانتقاد و النقد البناء فحسب بل كنا وما نزال من الداعين إليه، وتعلو جدران المستشفى عبارة “كن شجاعاً وصادقا، بلغ عن الحالات السلبية” تهيب بالمواطن الكريم ان لا يتكتم ولا يتستر على الأخطاء بل يبلغ عنها بكل طمأنينة.
وكذلك ينفرد المستشفى بتنظيم اجتماعات دورية بين المراجعين الكرام من جهة والإدارة ورؤساء الاقسام من جهة اخرى، كما نرسل استبيانات للمراجعين نلتمس فيها منهم ابداء الرأي وتقييم عملنا وقد قام الكثير منهم بتحديد المشاكل التي تعتري العمل فقامت الادارة بدورها بتغيير عدد غير قليل من السياسات والاجراءات تهدف إلى تحسين الجودة واسترضاء المراجعين الكرام، و ان كان رضا الناس غاية لا تدرك.
فنحن لا ندعى اننا منزهون عن الخطأ بل نعترف ان المشاكل اليومية التي نواجهها توقعنا احياناً في الخطأ و كما ورد عن رسول الله (ص): “كل ابن آدم خطاّء و خير الخطائين التوابون”. ولكن ندعّي ان اخطاءنا لم ولن تكون يومًا عن سوء نية او استغفالاً للمراجعين الكرام او انتهازاً لوضعهم الصحي او المالي و تاريخنا خير دليل و الشهود كثّر. هناك من ينتقدنا لا عن سوء نية بل عن جهل في واقع العمل و “الناس اعداء ما جهلوا” ، ولكن عندما يستمع هذا الناقد إلى الحقيقة و يرى بأم عينيه ما نعانيه من تحديات و مشاكل ينقلب كأنه ولي حميم.
لكن يؤسفنا وجود بعض المؤامرات التي تستهدف الرموز الدينية بإتهاماتٍ عاريةٍ عن الصحة، ولا نعلم من يقف خلف هذه الأبواق الإعلامية المشبوهة التي تسعى لتأجيج المجتمع العراقي وزيادة الفجوة بينه وبين رجال الدين الإسلامي. ونحن نأمل ان يكون شعبنا أكثر فطنة وتيقظًا لهذه المحاولات الخبيثة ويترفع عن الخوض في سجالاتها.
غاية المستشفى هي شفاء المرضى بأسرع وقت ممكن والحد دون العوائق في تماثلهم للشفاء وان اهم عائق امام تماثل المريض للشفاء في المستشفى هو وجود الجراثيم وعدوى الامراض لهم مما يسبب إضعاف جهاز المناعة لديهم والطعام هو أحد طرق تسلل الجراثيم إلى المريض خصوصاً اذا ترك لمدة طويلة دون تنظيف و تعقيم.
ومن اجل الحد دون هذه المشكلة ألتزم المستشفى بمعايير السلامة الصحية الدولية في رفع الثلاجات من غرف المرضي والتقليل من ادخال الطعام غير الضروري لغرفة المريض كي لا يتحول إلى وسيلة لانتقال العدوى للمريض ولبقية المرضى الراقدين في المستشفى.
في مستشفى الامام الحجة (عج) الخيري دور المُرافق يقتصر على تسلية المريض وتوفير الراحة النفسية له وليس من واجب المُرافق ان يقوم بأي مساعدة للمريض بل هو واجب الكادر الخدمي والتمريضي في المستشفى.
مبيت هذا المُرافق مشمول بسعر الغرفة للمريض ولا يدفع اي مبلغ اضافي، ولكن هناك بعض المرضى يود ان يبقى معه مُرافق آخر بل عدة مُرافقين ان سمح له ذلك وهنا مكمن الخطر. فلو تصورنا ان كل مريض في الردهة يريد ان يجلب مُرافقين اضافيين ما ستكون حالة ردهة المرضى واي ازعاج يتسبب ذلك لبقية المرضى، فحرية الشخص وراحته تنتهي عندما تتقاطع مع حرية وراحة الاخرين، ولكن بدل ان نمنع المريض من جلب المُرافق الاضافي نخيره في دفع مبلغ اضافي وله حرية الاختيار!
الموارد التي تفضلتم بها كالطوارئ او الرقود او العمليات الجراحية تكون الخدمات الطبية فيها متنوعة و مستمرة حسب حاجة المريض و ما يصفه له الطبيب و هذه الخدمات آنية و غير متوقعة مسبقاً والتأمينات الاضافية هدفها تغطية هذه الخدمات،
فعلى سبيل المثال السعر الذي يدفعه المريض للجراحة يتضمن العملية الجراحية و القطع التي تستعمل له او توضع في جسده اثناء العملية الجراحية و المدة المتوقعة له في الرقود، ولكن لا تشمل الفحوصات المختبرية قبل العملية وبعدها و كذلك ادوية التخدير و العلاجات و الايام الاضافية للرقود ان تطلب الامر له بالبقاء، لأجل تغطية هذه الموارد يستوفي المستشفى مبلغاً معينا من التأمينات يسترجع ان لم يستعمل عند ترخيص المريض من المستشفى.
هذا الأمر مرده لعدة أسباب، نسرد بعضها:
أ- كان الهدف المنشود من إقامة هذا المشروع هو تأسيس مستشفى خيري عام تُقدم فيه منظومة صحية متكاملة مع التركيز على قسم طب وجراحة القلب والأوعية الدموية، فكل ما يرتبط بطب القلب قد أُدخل ضمن الخطة الصحية للمستشفى.
ولكن تبقى بعض الاختصاصات الدقيقة التي ليست لها علاقة مباشرة بما ذكرناه فتم استبعادها لترشيد الطاقات والموارد الإنسانية والكُلف المالية التي تستوجبها هذه الاختصاصات الدقيقة.
ب- كما ذكرنا سلفاً، هناك بعض الخدمات الطبية لم تتوفر بعد بسبب عدم إكتمال تجهيز المستشفى بالمعدات الطبية اللازمة لها، وذلك بسبب التكاليف المالية الباهظة لإقتناء تلك المعدات، ومع توفر المحسنين المتبرعين الكرام يقدم المستشفى على شراء تلك المعدات الطبية، وهكذا قرر القائمون على المشروع تقسيم تشغيل المستشفى إلى مراحل تدريجية للتخفيف من وطأة التكاليف الباهظة من ناحية وتفادي الاخطاء الناتجة عن التشغيل الفجائي لجميع الاقسام من ناحيةٍ أخرى.
ج- صعوبة توفر الاخصائيين والاستشاريين في بعض الاختصاصات الدقيقة أما بسبب ارتفاع التكلفة المالية مما ينعكس مباشرةً على المراجعين الكرام، حيث قلنا سابقاً ان المشروع ممول ذاتياً، او ان هناك عوائق قانونية ولوجستية تحول دون تواجد ذوي الاختصاص في الأيام والأوقات التي تطلبها إدارة المستشفى فتبقى هذه الاختصاصات شاغرة.
نحن نعترف بذلك لعدة أسباب، نذكر البعض منها:
أ- بسبب التكاليف المالية الباهظة لم يكتمل تجهيز المستشفى بالمعدات الطبية اللازمة لإفتتاح جميع الاقسام والوحدات الطبية الضرورية، وليس من الحكمة ان نقوم بإعلانات مكثفة عن المستشفى وهناك بعض الاقسام الطبية لم تجهز بعد لإستقبال المرضى.
ب- هناك فرق بين الدعاية والإعلانات من جانب والإعلام المؤثر من جانب آخر، فالأول يتطلب كوادر من الاعلاميين والفنيين ومبالغ طائلة لترويج الحملات الاعلانية وتسويق المستشفى للجمهور وهذا ليس من توجهات وأولويات سماحة السيد المؤسس، وهو يتحفظ على صرف مبالغ المحسنين المتبرعين او المراجعين الكرام في هذا النمط من الإعلام.
أما الثاني، وهو الإعلام المؤثر، فيكمن في بناء الثقة وتعزيز العلاقات الوطيدة بين المستشفى من جهة والمجتمع من جهةٍ أُخرى من خلال الخدمات الرصينة والتعامل الرحيم مع المرضى وإعتماد مبدأ الشفافية في التعامل مع رواد المستشفى.
جميع الحقوق محفوظة لمستشفى الامام الحجة (عج) الخيري © 2023