في موقف إنساني يعكس سرعة الاستجابة ودقة التشخيص، أنقذ فريق الطوارئ في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري حياة شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، بعد وصوله في حالة حرجة إثر فقدانه الوعي بشكل مفاجئ في حديقة عامة أمام أنظار شقيقه.
كان الشاب قد عانى، قبل أربعة أيام من الحادثة، من أعراض بسيطة تمثلت في آلام البطن وارتفاع الحرارة والصداع، لكن والده لاحظ تغيرًا مقلقًا في سلوكه؛ إذ أصبح ينام لفترات طويلة، قليل التفاعل مع محيطه، وخاملًا بشكل غير معتاد.
وروى والد المريض بقلق: “دكتور… صار بس ياكل وينام”.
لكن الموقف تطور بشكل خطير حين سقط الشاب مغشيًا عليه، ليهرع ذويه إلى قسم الطوارئ بالمستشفى.
وبالرغم من أن الفحوصات والتحاليل الأولية لم تُظهر أي خلل واضح، إلا أن الفريق الطبي لاحظ ارتباكًا شديدًا لدى المريض، مع محاولته نزع القسطرة والأدوية دون وعي، وعدم تفاعله مع محيطه.
بخبرته الطبية، اشتبه أخصائي الجملة العصبية الدكتور خطاب الخفاجي في إصابة المريض بالتهاب السحايا أو التهاب الدماغ الفيروسي، وهي أمراض خطيرة تهدد الحياة، فقرر على الفور إجراء سحب عينة من السائل الشوكي بعد موافقة ذوي المريض.
وكشفت نتائج التحليل عن إصابة مؤكدة بالتهاب السحايا البكتيري، ليبدأ العلاج بالمضادات الحيوية بشكل عاجل.
وفي اليوم الثاني، أظهر المريض تحسنًا ملحوظًا بنسبة 70%، وبعد ثلاثة أيام عاد إلى وعيه الكامل، وتعرف على أسرته، لينتقل من وحدة العناية المركزة إلى الجناح، قبل أن يُغادر المستشفى متعافيًا بعد استكمال فترة العلاج.
هذا الإنجاز يعكس مرة أخرى كفاءة الكوادر الطبية في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، وقدرتها على إنقاذ الأرواح بفضل سرعة القرار ودقة التشخيص، ليعود الشاب إلى حياته بسلام بعد أن كان على أعتاب خطر داهم.