ثلاث سنوات من الألم المتواصل والبحث عن إجابة غائبة انتهت أخيرًا باكتشاف طبي نادر في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، حيث تمكن فريق الأشعة التشخيصية من حلّ لغز حالة معقدة لفتاةٍ تبلغ من العمر 14 عامًا من محافظة النجف، كانت تعاني من آلام مزمنة واعوجاج في العمود الفقري دون معرفة السبب الحقيقي.
ورغم خضوعها سابقًا لعددٍ كبير من الفحوصات والصور الشعاعية في مراكز مختلفة، بقيت حالتها يكتنفها الغموض، إلى أن أجرت فحصًا بالرنين المغناطيسي لكامل العمود الفقري داخل قسم الأشعة في المستشفى، والذي أظهر علامات طفيفة لالتهاب في أنسجة الفقرة الصدرية العليا، من دون أن يكشف عن المسبب الجوهري للاعوجاج.
لكنّ حدس الفريق الطبي وإصراره على التعمق في التشخيص دفعه لمواصلة البحث، فبعد نقاش علمي معمّق بين أخصائيي الأشعة التشخيصية الدكتور عماد حسين الكفيشي والدكتور أحمد كاظم الكلابي، تقرر إجراء فحص إضافي بتقنية المفراس (CT Scan)، وكانت النتيجة مفاجئة وحاسمة: اكتشاف ورم صغير جدًا في الفقرة الصدرية الثالثة، من النوع النادر الذي يصيب العظام الطويلة ونادرًا ما يظهر في الفقرات.
ويُعرف هذا النوع من الأورام بتسببه في آلامٍ مزمنة تشتد ليلًا، وقد يؤدي عند إصابة الفقرات إلى انحناء العمود الفقري، ما يفسّر تمامًا الأعراض التي عانت منها الفتاة لسنوات دون إجابة.
هذا الاكتشاف لم يكن ليحدث لولا الدقة العالية وروح البحث العلمي لدى الفريق الطبي، الذي رفض الاكتفاء بالمؤشرات الأولية، وأصرّ على تتبّع الجذر الحقيقي للمشكلة، مما أتاح وضع خطة علاجية دقيقة قد تقي الفتاة من مضاعفات مستقبلية خطيرة.
ويُعد هذا الإنجاز الطبي شاهدًا جديدًا على ريادة وكفاءة الكوادر التخصصية في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، ودليلًا على التزام المستشفى بأعلى معايير العناية بالمرضى، خصوصًا في الحالات النادرة والمعقدة.
