“وصل المريض إلى الطوارئ وهو يتلوّى من ألم الصدر”، هكذا وصف أحد الكوادر التمريضية الدقائق الأولى لاستقبال رجل في الأربعينات من عمره داخل قسم الطوارئ في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري. “أجرينا له تخطيطًا للقلب على الفور، وتبيّن وجود ذبحة قلبية حادة.”
وسط لحظات مصيرية، تم استدعاء الدكتور حسين الشعبي، أخصائي طب القلب التداخلي والعلاج القسطاري، لإجراء التقييم السريع.
يقول الدكتور حسين: “كنا نعلم أن الوقت لا يسمح بالتأخير؛ الحالة حرجة ويجب نقله فورًا إلى صالة القسطرة.”
لكن المفاجأة وقعت عند إدخال المريض إلى الصالة: “توقّف قلبه فجأة قبل أن نبدأ الإجراء. لم يكن أمامنا سوى التحرك فورًا”، يروي الدكتور حسين. “بدأنا الإنعاش القلبي الرئوي على الفور، وترافقت الجهود مع صدمات كهربائية دقيقة لإعادة النبض.”
يتابع قائلاً: “بفضل الله، عاد القلب للنبض مجددًا. ثم أجرينا قسطرة تشخيصية عاجلة، كشفت عن انسداد كامل في الشريان التاجي الأيسر النازل (LAD).”
ويضيف: “وضعنا ثلاث شبكات دوائية داخل الشريان لإعادة فتحه واستعادة تدفق الدم بشكل طبيعي.”
نُقل المريض بعد استقرار حالته إلى الردهة القلبية، حيث يتلقى الآن الرعاية اللازمة تحت إشراف الفريق المختص.
يختتم الدكتور حسين قائلاً: “كل ثانية كانت تحسم بين الحياة والموت. ما تحقق كان ثمرةً للتنسيق السلس بين أقسام الطوارئ، وصالة القسطرة، والعناية القلبية. تضافر الجهود وسرعة الاستجابة أنقذا حياة هذا المريض من نهاية مأساوية.”