في لحظة اختُزلت فيها الحياة إلى ثوانٍ معدودة، سطّر الدكتور حسين حيدر الكردي، أخصائي أمراض القلب والتداخل القسطاري، موقفًا طبيًا بطوليًا في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري، حين أنقذ حياة مريض خمسيني باغته توقف قلبي مفاجئ داخل وحدة العناية القلبية.
القصة بدأت بأعراض بدت بسيطة: آلام خفيفة في الصدر، لم تُنذر بوجود خطر داهم. لكن يقظة الدكتور الكردي وخبرته السريرية الرفيعة التقطت الإشارات الخفية. فبادر إلى إجراء تخطيط كهربائي للقلب (ECG) تبعه قرار حاسم بإدخال المريض فورًا إلى وحدة العناية وإجراء قسطرة تشخيصية.
وفجأة، وقبل بدء القسطرة، توقف قلب المريض كليًا، معلنًا حالة إنعاش حرجة. وبفضل الجاهزية العالية للفريق الطبي، تم تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستخدام الصدمات الكهربائية، مما أدى إلى استعادة النبض خلال دقائق مصيرية.
عقب استقرار الحالة، أُجريت القسطرة التي كشفت عن انسداد تام في الشريان التاجي الخلفي الأيسر (LCx) وانسداد بنسبة 90% في الشريان التاجي الأيمن (RCA). وقد نجح الدكتور الكردي في فتح الشرايين وتركيب دعامتين دوائيتين أعادتا التروية لعضلة القلب، مانعًا بذلك حدوث احتشاء قلبي مميت.
المريض خضع للمراقبة الدقيقة لمدة 48 ساعة، ثم خرج من المستشفى بحالة مستقرة وخطة علاجية شاملة.
هذه الحادثة تُمثل مثالًا ساطعًا على أهمية الحدس الطبي والتشخيص المبكر والاستجابة السريعة، حين تتحول لحظات بسيطة إلى فارق بين الحياة والموت.