في ساعة متأخرة من الليل، وبين أروقة قسم الطوارئ في مستشفى الإمام الحُجّة (عج) الخيري، استقبل الفريق الطبي حالة طارئة لشاب يبلغ من العمر 16 عامًا، يعاني من آلام مبرحة في البطن وتقيؤ لا يتوقف، مما تسبب بجفاف شديد وارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم.
تلك الساعات الصعبة كشفت عن صراع جسده مع حالة خطيرة من ارتفاع الحامض الكيتوني السكري، مصحوبة بتدهور حاد في وظائف الكلى، حيث ارتفعت مستويات اليوريا والكرياتينين إلى معدلات خطيرة.
في مواجهة هذا الخطر المحدق، تولى الدكتور مصطفى جواد الفتلاوي، أخصائي الباطنية الخافر في مستشفى الإمام الحُجّة (عج) الخيري تلك الليلة، مهمة الإشراف على الحالة، ليقرر فورًا إدخال المريض إلى وحدة العناية المركزة.
إتباعًا لأحدث البروتوكولات الطبية العالمية، وُضِع المريض تحت المراقبة الدقيقة مع مواصلة إجراء الفحوصات والتحاليل، وقُدّمت له العلاجات الدورية اللازمة بدقة متناهية، في سباق مع الزمن لإنقاذ حياته.
بفضل الله تعالى، وفي أقل من 24 ساعة، أضاء بصيص الأمل. حالته الصحية تحسنت بشكل ملحوظ، وتم نقله إلى ردهة رقود الباطنية لإستكمال العلاج والمتابعة.
وبعد ساعات قليلة، جاءت البشرى لعائلته بعودة وظائف الكلى إلى طبيعتها واختفاء الحامض الكيتوني من التحاليل.
مع شروق صباح اليوم التالي، غادر المريض المستشفى بحالة صحية مستقرة، تاركًا خلفه تجربة كادت تسرق شبابه.
أعربت عائلة المريض عن امتنانها العميق للكادر الطبي، مشيدة بمهنيتهم وسرعة استجابتهم التي أنقذت حياة ابنهم من مأساة وشيكة.