في كل عام، وتحديدًا في الخامس عشر من حزيران، يتحد العالم ليُسلّط الضوء على قضية إنسانية بالغة الأهمية: إساءة معاملة كبار السن.
هذا اليوم ليس مجرد مناسبة؛ إنه دعوة للتأمل، للتقدير، ولتحمّل المسؤولية تجاه من منحونا سنوات عمرهم، وتعبهم، وخبراتهم.
👴🏻 من هم كبار السن؟
كبار السن هم آباؤنا، أمهاتنا، أجدادنا… أولئك الذين تجاوزوا الستين أو الخامسة والستين من العمر.
هم من حملوا الأعباء، وربّوا الأجيال، وبنوا المجتمعات. ورغم التجاعيد التي قد تكسو ملامحهم، فإن قلوبهم ما زالت تنبض بالحكمة، والمشاعر، والحنان.
❗ ما هي إساءة معاملة كبار السن؟
قد تكون الإساءة صامتة أو ظاهرة، لكنها دائمًا مؤذية. وتشمل:
• جسدية: كالإيذاء أو الإهمال الصحي
• نفسية: كالإهانة، التهميش، أو التوبيخ المستمر
• مالية: كاستغلال أموالهم أو ممتلكاتهم دون رضاهم
• إهمال: كالتقصير في رعايتهم أو تركهم وحيدين لفترات طويلة
والأخطر أنها قد تصدر من الأقرباء أو ممن يُفترض أن يكونوا محل ثقة ورعاية.
📉 الواقع في أرقام
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدًا من كل ستة مسنّين تعرض لشكل من أشكال الإساءة خلال العام الماضي.
لكن كثيرًا من الحالات لا تُبلّغ، إما بسبب الخوف أو الإحراج أو ضعف الدعم.
✅ كيف نواجه هذه الظاهرة؟
• بالتوعية… الحديث عن المشكلة أول خطوة نحو الحل
• بالاستماع… فالصمت لا يعني الرضا، وقد يكون نداءً خفيًا للمساعدة
• بالإبلاغ… لا تتردد إذا لاحظت سوء معاملة، فالحماية حق
• بالاحتواء… فلنمنح كبارنا وقتًا، احترامًا، وكلمة طيبة تسند أرواحهم
🏥 دور المؤسسات الصحية والمجتمعية
على المراكز الصحية أن تكون خطوط الدفاع الأولى عبر:
• تدريب العاملين على الكشف عن علامات الإساءة
• ضمان بيئة آمنة وداعمة للمسنين
• توفير رعاية طبية ونفسية تراعي التقدّم في العمر
• توثيق الحالات المشتبه بها والتعامل معها بسرية ومهنية
🎗️ رسالة ختامية
كبار السن ليسوا عبئًا. إنهم جذورنا التي نمت منها، وصوت الماضي الذي يصون حاضرنا ومستقبلنا.
فلنُعاملهم بالحنان، لا بالشفقة، وبالاحترام، لا بالتجاهل.
في هذا اليوم، لنجعل من صوتنا درعًا يحميهم… ومن أفعالنا وفاءً يُطمئنهم أنهم في قلوبنا، كما كانوا دومًا.
