سطّر فريقيّ الطوارئ والقسطرة في مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري قصة إنقاذ استثنائية لرجل في الرابعة والأربعين من عمره وصل وهو يواجه آلامًا صدرية مبرحة ترافقها علامات إنذار خطيرة كتعرّق غزير واضطراب حاد في الوظائف الحيوية، ما استدعى تحركًا طبيًا سريعًا لا يحتمل التأخير.
وكان المريض قد راجع في وقت سابق أحد المستشفيات الأخرى، حيث طمأنه الكادر بأن الأعراض مجرد قولون عصبي، قبل أن تتفاقم حالته ويقرر التوجه إلى مستشفى الإمام الحجة (عج) الخيري طلبًا للتقييم الدقيق.
أظهر تخطيط القلب (ECG) فور إجرائه دلائل قاطعة على حدوث ذبحة قلبية حادة تستوجب تدخلًا فوريًا، فتم استدعاء أخصائي طب القلب التداخلي والعلاج القسطاري الدكتور حسين الشعبي، الذي حضر بسرعة ليتولى الإشراف المباشر على الحالة.
وباشرت الكوادر الطبية تقديم العلاجات الإسعافية الأولية، فيما قدّم الدكتور الشعبي شرحًا وافيًا لذوي المريض حول خطورة الموقف ودقة اللحظات التي تسبق العلاج.
نُقل المريض على وجه السرعة إلى صالة القسطرة القلبية، حيث كشفت القسطرة التشخيصية عن وجود انسداد تام في الشريان الأيسر الأمامي النازل (LAD)، إضافةً إلى تضيق بالغ يصل إلى 99% في الشريان التاجي الأيمن (RCA)، وهي نتائج تعكس حالة قريبة جدًا من حدوث أذية واسعة في عضلة القلب.
ونظرًا لخطورة الوضع، باشر الدكتور حسين الشعبي إجراء قسطرة علاجية عاجلة لفتح الشرايين المتضررة وإعادة التروية القلبية قبل وصول الضرر إلى مرحلة غير قابلة للإصلاح.
جرى فتح الشريان الأيسر الأمامي النازل باستخدام البالون ووضع شبكة (Stent)، محققين استجابة ممتازة، أعقبها فتح الشريان الأيمن بالطريقة ذاتها، ما أعاد تدفّق الدم بصورة طبيعية إلى كامل عضلة القلب.
عقب العملية، نُقل المريض إلى ردهة العناية القلبية حيث خضع للمراقبة الدقيقة والعلاجات الداعمة. وبعد استقرار العلامات الحيوية وتحسن وظائف القلب، غادر المستشفى خلال 48 ساعة فقط، في دليل واضح على أثر الاستجابة السريعة والدقة العلاجية في إنقاذ الأرواح.



