القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية: دليل شامل لفهم الإجراء وأهميته

تُعدّ القسطرة القلبية من أهم الإنجازات الطبية في تشخيص وعلاج أمراض القلب والشرايين، إذ ساهمت في إنقاذ حياة ملايين المرضى حول العالم بفضل قدرتها على تشخيص أدق مشاكل القلب وعلاجها بطرق أقل تدخلاً من الجراحة التقليدية.

📌ما هي القسطرة القلبية؟
القسطرة القلبية هي إجراء طبي يتم من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) إلى القلب عبر أحد الأوعية الدموية، غالباً من الشريان الكعبري في اليد أو الشريان الفخذي في الفخذ. تتيح هذه التقنية للطبيب رؤية بنية القلب والأوعية التاجية بدقة، وقياس الضغط داخل حجرات القلب، وحتى إجراء بعض التدخلات العلاجية في الوقت نفسه.

📌دواعي القسطرة القلبية التشخيصية
يتم اللجوء إلى القسطرة القلبية التشخيصية عندما تكون هناك حاجة للحصول على معلومات دقيقة لا توفرها الفحوصات غير التداخلية مثل تخطيط القلب أو الإيكو. ومن أبرز دواعيها:

تشخيص انسداد الشرايين التاجية: عند الاشتباه بمرض الشريان التاجي أو الذبحة الصدرية.
تقييم شدة النوبات القلبية: لمعرفة مدى انسداد الشرايين بعد حدوث جلطة قلبية.
تشخيص عيوب القلب الخَلقية: خصوصاً عند الأطفال أو البالغين الذين يعانون تشوهات قلبية.
تقييم أمراض صمامات القلب: مثل التضيق أو القصور الصمامي.
قياس الضغط داخل حجرات القلب والشرايين الرئوية: للكشف عن قصور القلب أو ارتفاع الضغط الرئوي.

📌دواعي القسطرة القلبية العلاجية
بجانب التشخيص، أصبحت القسطرة القلبية علاجاً فعالاً لكثير من أمراض القلب. ومن أهم تطبيقاتها العلاجية:

توسيع الشرايين المتضيقة (رأب الوعاء): باستخدام بالون صغير يُنفخ داخل الشريان المسدود.
زرع الدعامات المعدنية (Stents): للحفاظ على الشريان مفتوحاً ومنع انسداده مرة أخرى.
إغلاق الثقوب القلبية الخَلقية: مثل عيب الحاجز الأذيني أو البطيني.
علاج بعض اضطرابات النظم القلبي: عبر الكي أو التبريد الموضعي (Ablation).
إذابة الخثرات الدموية: في حالات محددة مثل الجلطات الحديثة.

📌خطوات إجراء القسطرة القلبية
يتم الإجراء غالباً في مختبر القسطرة القلبية ضمن المستشفى، ويتبع الخطوات التالية:

تحضير المريض: يشمل تقييم التاريخ المرضي، فحوصات الدم، وتخطيط القلب، مع إعطاء مهدئ خفيف لتخفيف القلق.
تخدير موضعي: في منطقة إدخال القسطرة (اليد أو الفخذ).
إدخال القسطرة: عبر الشريان باستخدام إبرة خاصة، ثم توجيهها بلطف نحو القلب تحت إرشاد الأشعة السينية.
حقن مادة ظليلة: تُمكّن من رؤية الشرايين التاجية وحجرات القلب على شاشة الأشعة.
إجراء التدخل العلاجي إذا لزم الأمر: مثل توسيع الشريان أو وضع دعامة.
إزالة القسطرة ومراقبة المريض: عادة يبقى المريض تحت الملاحظة لبضع ساعات قبل العودة إلى المنزل أو الإقامة ليوم واحد.

الاخبار الجديدة
الإشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments